يؤدّي المسلمون صلاة الجمعة في يوم الجمعة من كلّ أسبوعٍ، وتكون في وقت صلاة الظهر وبدلًا منها، وقد شرعها الله -تعالى- بخطبتين وركعتين، وفيما يأتي حديثٌ عن الحكمة من كونها ركعتين فقط، وبيانٌ لحكمها، وكيفيّتها، وفضلها.


الحكمة من جعل صلاة الجمعة ركعتين

إنّ الأصل في الأحكام المتعلِّقة بالعبادات أنّها توقيفيَّةٌ أو تعبّديَّةٌ؛ أي أنّ الحكمة منها غير ظاهرةٍ؛ لأنّ النصوص الشرعيّة لم تأتي على ذكر الحكمة من هذه الأحكام، فأغلب ما يتعلَّق بالعبادات بما فيها الأفعال والأحكام المتعلِّقة بالصلاة؛ كعدد ركعاتها، وأوقاتها، وهيئة أدائها، كلّ ذلك من قبيل الأمور التعبّديَّة التي لم يذكر الشرع الحكمة أو السبب من كونها كذلك، وعلى المسلم أن يلتزم ويمتثل أوامر الله -تعالى- وفق الهيئة التي كلّفه بها، وإن لم يعلم الحكمة من هذه الأوامر، ويستحضر أنّها صادرةٌ عن حكيمٍ خبيرٍ عليم.[١]


والأمر ينطبق على الحكمة من كون صلاة الجمعة ركعتين؛ فهي كذلك من الأمور التعبّديَّة التي لم تشر النصوص الشرعيّة إلى الحكمة منها، إلّا أنّ من العلماء من اجتهد في محاولة فهم حكمة ومعنى جعل الجمعة ركعتين فقط، فقال بعضهم: إنّ الحكمة من جعل صلاة الجمعة ركعتين فقط؛ أنّ الله -تعالى- شرع قبلها خطبتين، والخطبتان تستغرقان وقتًا أكثر من وقت أداء الركعتين اللتين أسقطتا؛ لذا كانت صلاة الجمعة بخطبتين وركعتين فقط، ولم تكن كالظهر أربع ركعاتٍ.[١]


حكم صلاة الجمعة

تعدّ صلاة الجمعة فرضًا على كلّ مسلمٍ ذكرٍ بالغٍ مقيمٍ، وفرضيَّتها من المعلوم من الدين بالضرورة؛ أي أنّه لا يُقبل من مسلمٍ إنكارها أو إنكار كونها فرضًا، وقد ثبت حكمها في القرآن الكريم، وذلك في قول الله -تعالى- في سورة الجمعة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)،[٢] ورُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلاَّ أربعةً عبدٌ مملوكٌ أوِ امرأةٌ أو صبيٌّ أو مريضٌ)،[٣] وأجمعت الأمّة على كونها فرضًا.[٤]


كيفيَّة صلاة الجمعة

يخطب الإمام في المصلّين خطبتين، يفصل بينهما بفاصلٍ يسير، ويبدؤهما بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبيّ، وبعد أن ينهي الخطبة الثانية؛ يؤم المصلّين بركعتين جهريَّتين،[٥] ويستحبّ أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى أو سورة الجمعة، وأن يقرأ في الركعة الثانية سورة الغاشية أو سورة المنافقون؛ لما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من رواياتٍ أنّه كان يقرأ بهذه السور في ركعتي الجمعة.[٤]


فضل صلاة الجمعة

إنّ لأداء صلاة الجمعة فضلًا عظيمًا أثبتته أحاديث نبويَّةٌ عدَّةٌ، ومن فضائلها ما يأتي:[٦]

  • الاغتسال والخروج باكرًا لأداء صلاة الجمعة من أعظم الصدقات والقربات.
  • أداء صلاة الجمعة يغفر الذنوب: فقد رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فاسْتَمع وأَنْصَتَ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ).[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 11820. بتصرّف.
  2. سورة الجمعة، آية:9
  3. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن طارق بن شهاب، الصفحة أو الرقم:1067، صححه الألباني.
  4. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 193-208. بتصرّف.
  5. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1291. بتصرّف.
  6. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 814-816. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:857، حديث صحيح.