كم أذان لصلاة الجمعة؟
الأصل وما كان عليه العمل زمن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنّ للجمعة أذاناً واحداً، واستمرّ الأمر كذلك حتّى جاءت خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكثر عدد المسلمين؛ فأمر عثمان بأذان ثانٍ، كما جاء في صحيح البخاري: (كانَ النِّدَاءُ يَومَ الجُمُعَةِ أوَّلُهُ إذَا جَلَسَ الإمَامُ علَى المِنْبَرِ علَى عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، فَلَمَّا كانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، وكَثُرَ النَّاسُ زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ علَى الزَّوْرَاءِ)،[١] وقال نداءٌ ثالثٌ؛ لاعتباره أنّ الإقامة نداءً، فلصلاة الجمعة أذانان؛ الأول قبل دخول وقت الجمعة، والثاني عند دخول وقت الجمعة، بعد أن يصعد الإمام المنبر قبل بدء الخطبة، والغاية من زيادة الأذان الأول، تنبيه النّاس، وتذكيرهم بصلاة الجمعة، فيستعدوا لها، وسار الصحابة والسلف بعد ذلك على النداء بأذانَين للجمعة؛ تأسياً بفعل عثمان رضي الله عنه.[٢][٣]
كيفية صلاة الجمعة
تتكون صلاة الجمعة من ركعتيْن يُصلّيها المسلمون جماعةً، بعد خطبة الجمعة، ويسنّ للإمام أن يجهر في القراءة فيهما، فيقرأ في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورة الجمعة أو سورة الأعلى، ويقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة المنافقون أو سورة الغاشية، ويجوز له أن يقرأ بغير هذه السور، ثم يسلّم بعد الانتهاء من الركعتَين.[٤]
حكم صلاة الجمعة
صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، ذكر، بالغ، عاقل، حرّ، قادر على أدائها، مقيم في نفس البلد، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)،[٥] فلا تجب صلاة الجمعة على المرأة، والمجنون، والصبي الصغير، والعبد، والمسافر، والمريض، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلاَّ أربعةً عبدٌ مملوكٌ أوِ امرأةٌ أو صبيٌّ أو مريضٌ)،[٦] وأما المسافر فلا تجب عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصليها في أسفاره، فقد كان يصليها ظهراً، وإذا قام بأدائها المرأة، أو العبد، أوالصبي، أو المسافر، أو المريض، أو المجنون، فصلاتهم صحيحة.[٧]
وقت صلاة الجمعة
وقت صلاة الجمعة هو وقت صلاة الظهر، ويستمر وقتها إلى دخول وقت العصر، فلا يصح أداؤها قبل هذا الوقت ولا بعده، فمن فاتته الجمعة، أو خرج وقتها، فعليه أن يصليها ظهراً، ومن يدرك ركعة من صلاة الجمعة مع الإمام فقد أدرك صلاة الجمعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن أدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلاةِ مع الإمامِ، فقَدْ أدْرَكَ الصَّلاةَ).[٨][٩]
فضل صلاة الجمعة
لصلاة الجمعة فضائل عظيمة، ومن هذه الفضائل ما يأتي:[١٠][١١]
- سبب لتكفير الذنوب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).[١٢]
- التبكير إليها من أعظم الصدقات والقربات إلى الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً).[١٣]
- الأجر العظيم: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يومَ الجمعةِ وغسَّلَ، وبكَّرَ وابتكرَ، ودنا واستمعَ، وأنصتَ، كان له بكلِّ خَطوةٍ يخطوها أجرَ سنةٍ صيامُها وقيامُها).[١٤]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن السائب بن يزيد، الصفحة أو الرقم:912.
- ↑ "متى يكون الأذان الأول للجمعة قبل الوقت أو بعده؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 31/5/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم الأذان الأول والثاني للجمعة"، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2021. بتصرّف.
- ↑ محمدبن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 558-559. بتصرّف.
- ↑ سورة الجمعة، آية:9
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن طارق بن شهاب، الصفحة أو الرقم:1067، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 93. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:607، صحيح.
- ↑ الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإمارات العربية المتحدة ، Salat Jomaa.pdf من أحكام صلاة الجمعة، صفحة 8-9. بتصرّف.
- ↑ "فضائل صلاة الجمعة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 31/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجمعة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:233، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:881، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أوس بن أبي أوس، الصفحة أو الرقم:496، صحيح.