صلاة الجمعة

صلاة الجمعة شعيرةٌ عظيمةٌ من شعائر الإسلام الزمانية، فقد عظّمها الله -سبحانه-، وأمر بتعظيمها، إذ قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"،[١] فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يتهيؤون لصلاة الجمعة في وقتٍ مبكّرٍ؛ تعظيماً لشأنها، كما أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي أنّه قال: "ما كُنَّا نَتَغَدَّى، ولا نَقِيلُ إلَّا بَعْدَ الجُمُعَةِ"،[٢] فذلك كلّه ممّا يبيّن مكانة ومنزلة صلاة الجمعة.[٣]


هل هناك عددٌ محددٌ لصلاة الجمعة؟

اختلف العلماء في العدد الذي تنعقد به صلاة الجمعة، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ بيانها فيما يأتي:[٤]

  • الحنفية: قالوا إنّ صلاة الجمعة تنعقد بثلاثة أشخاصٍ.
  • المالكية: قالوا إنّ صلاة الجمعة لا تنعقد إلّا بعددٍ من المصلّين يُمكنهم الإقامة معاً آمنين، مُدافعين عن أنفسهم.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّ صلاة الجمعة لا تنعقد إلّا بحضور أربعين من المصلّين.


هل هناك عددٌ محددٌ لخطبة الجمعة؟

اختلف العلماء في اشتراط حضور العدد الذي تنعقد به صلاة الجمعة لخطبة الجمعة، وبيان خلافهم آتياً:[٤]

  • أبو حنيفة: لم يشترط تحقّق العدد المطلوب لصلاة الجمعة في خطبة الجمعة، استدلالاً بأنّ خطبة الجمعة ذكرٌ مقدّمٌ على الصلاة، فلا يُشترط لها حضور العدد قياساً على الأذان.
  • المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ العدد الذي اشترطوه لصلاة الجمعة لا بدّ أيضاً من تحقّقه لعقد خطبة الجمعة، وقد استدلّوا بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي"،[٥] ويُستدلّ من الحديث السابق أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أمر بأداء الصلاة كما ثبت عنه، والثابت أنّه كان يخطب للجمعة بحضور العدد المشروط لصلاة الجمعة، واستدلّوا أيضاً بأنّ خطبة الجمعة جُعلت للوعظ والتذكير ولا يقوم ذلك إلّا بحضور العدد المطلوب للصلاة، وقالوا أيضاً إنّ الخطبة شرطٌ من شروط الجمعة فلا بدّ من تحقّق وحضور العدد.


شروط صلاة الجمعة

تُشترط عدّة أمورٍ لصلاة الجمعة، بيانها فيما يأتي:[٦]

  • دخول الوقت المحدّد: فلا تصحّ صلاة الجمعة قبل وقتها ولا بعد انتهائه، إذ قال الله -تعالى-: "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا".[٧]
  • الجماعة: فيُشترط لصحة صلاة الجمعة أداؤها في جماعةً، ومَن أدّاها منفرداً فلا تصحّ منه، ويجب عليه أن يعيدها بأدائها كصلاة الظهر، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ".[٨]
  • الإقامة: أي أن يكون المصلّين مقيمين ليسوا بمسافرين أو متنقلين، أي أنّهم اتخذّوا مكانهم وموضعهم موطناً، ويُستدلّ على الإقامة بأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يأمر قبائل العرب التي كانت حول المدينة المنورة بحضور الجمعة، ولم يثبت عنه- عليه الصلاة والسلام- أنّه صلّى الجمعة في أي سفرٍ من أسفاره.
  • تقديم الخطبة على الصلاة: فلا تصحّ الجمعة بإلقاء الخطبة أولاً ثمّ أداء صلاة الجمعة.


المراجع

  1. سورة الجمعة، آية:9
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:5403، صحيح.
  3. د. محمود بن أحمد الدوسري (25/9/2019)، "أحكام وآداب صلاة الجمعة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبدالعزيز الحجيلان، كتاب خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية، صفحة 48-54. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:6008، صحيح.
  6. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 428-423. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية:103
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن طارق بن شهاب، الصفحة أو الرقم:3111، صحيح.