تُعرَّف صلاة عيد الأضحى بأنّها: الصلاة التي تُؤدّى بكيفيّةٍ مخصوصةٍ ووقتٍ مخصوصٍ[١] يوم عيد الأضحى؛ وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة.[٢]


صلاة عيد الأضحى

صلاة عيد الأضحى شعيرةٌ من شعائر الإسلام العظيمة التي يجدر بكلّ مسلمٍ الحرص عليها والاهتمام بها وأداؤها، وفي ما يأتي بيان ما يتعلّق بها.[٣]


حُكم صلاة عيد الأضحى

اختلف العلماء في حُكم صلاة العيد، وبيان اختلافهم فيما يأتي:[٤]

  • الحنفية: قالوا إنّ صلاة العيد واجبة.
  • المالكية والشافعية: قالوا إنّ صلاة العيد سُنّةٌ مُؤكّدةٌ.
  • الحنابلة: قالوا إنّ صلاة العيد فرض كفايةٍ على المسلمين.


الحكمة من مشروعيّة صلاة عيد الأضحى

تُؤدّى صلاة عيد الأضحى؛ شُكراً لله -تعالى- على ما مَنّ به على عباده؛ إذ يأتي عيد الأضحى بعد أداء فريضة الحجّ، واختتام عبادات وطاعات العشر من ذي الحجّة.[٥]


وقت صلاة عيد الأضحى

يبدأ وقت صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس برُبع ساعةٍ، ويستمرّ إلى زوال الشمس؛[٦] وهو الوقت الذي تكون فيه الشمس في منتصف السماء،[٧] أي قبل صلاة الظهر بثلث ساعة،[٨] ويُفضَّل تعجيل أداء صلاة عيد الأضحى؛ اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-.[٩]


كيفيّة صلاة عيد الأضحى

يُنادى لصلاة العيد بقول: "الصلاة جامعةٌ" دون أذانٍ أو إقامةٍ، وقد اتّفق العلماء على أنّ صلاة العيد تُؤدّى ركعتَين،[١٠] وتفصيل كيفيتهما فيما يأتي:[١١]

  • أداء تكبيرة الإحرام.
  • ترديد دعاء الاستفتاح؛ ومن صِيغه: "اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ"،[١٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من الصِّيغ الأخرى التي يجوز للمسلم أن يبدأ صلاته بأيٍّ منها.
  • التكبير؛ بقول: "الله أكبر" ستّ مراتٍ قبل القراءة، وحَمد الله والثناء عليه بين كلّ تكبيرة وأخرى.
  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
  • البسملة.
  • قراءة سورة الفاتحة.
  • قراءة سورة الأعلى، أو سورة ق بعد سورة الفاتحة.
  • الركوع مع قول: "الله أكبر".
  • تعظيم الله في الركوع؛ بقول: "سبحان ربي العظيم" مرّةً ويُسَنّ تكرارها ثلاث مراتٍ أو أكثر.
  • الرفع من الركوع مع قول: "سمع الله لمن حمده" للإمام، والمنفرد، من غير المأموم.
  • قول: "ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيءٍ بعدٍ"، للإمام، والمأموم، والمنفرد بعد الاعتدال قياماً من الركوع.
  • السجود مع قول: "الله أكبر"، ويكون السجود على سبعة أعضاءٍ؛ هي: الجبين مع الأنف، والركبتَين، وبواطن الكفَّين، وبواطن أصابع القدمَين.
  • تعظيم الله في السجود؛ بقول: "سبحان ربي الأعلى" مرّةً واحدةً ويُسَنّ تكرارها ثلاث مراتٍ أو أكثر.
  • الجلوس من السجود مع قول: "الله أكبر".
  • أداء السجدة الثانية بالطريقة نفسها التي أدّى فيها المُصلّي السجدة الأولى.
  • القيام لأداء الركعة الثانية، مع قول: "الله أكبر".
  • التكبير؛ بقول: "الله أكبر" خمس مراتٍ بعد الاعتدال، وحَمد الله، والثناء عليه بين كلّ تكبيرة وأخرى.
  • قراءة سورة الفاتحة.
  • قراءة سورة القمر، أو سورة الغاشية بعد قراءة الفاتحة.
  • أداء الركعة الثانية كالركعة الأولى.
  • الجلوس بعد أداء السجدة الثانية من الركعة الثانية للتشهُّد، ويكون التشهُّد بقول: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ"،[١٣] ثمّ الصلاة على النبيّ محمّدٍ –عليه الصلاة والسلام- بقول: "اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيدٌ وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ".[١٤]
  • التسليم عن اليمين وعن اليسار.
  • أداء خطبة العيد بعد التسليم من الركعتَين؛ فيستقبل الخطيب المسلمين، ويبدأ خُطبته بالحمد والثناء على الله -تعالى-، ويخاطبهم بما يناسب أحوالهم وأوضاعهم، ويأمرهم بالتقوى، وطاعة الله، وعبادته، ويُذكّرهم بالأُضحية، ويُبيّن فضلها، وحُكمها، ووقتها، وغير ذلك من الأحكام المُتعلّقة بها.


سُنَن صلاة عيد الأضحى وآدابها

تُسَنّ العديد من الأمور في ما يتعلّق بصلاة العيد، وبيان البعض منها آتياً:[١٥]

  • الاغتسال قبل الذهاب إلى مُصلّى العيد.
  • التطهُّر، والتطيُّب، والتسوُّك.
  • ارتداء أحسن الثياب وأجملها.
  • عدم الأكل قبل الذهاب إلى المُصلّى؛ إذ يُسَنّ الأكل من الأُضحية بعد الصلاة.
  • الخروج إلى مُصلّى العيد مَشْياً على الأقدام في سكينةٍ ووَقارٍ.
  • أداء صلاة العيد في مُصلّى خارجيّ أو ساحةٍ، ويمكن أن تُؤدّى في المسجد لضرورةٍ ما؛ كالمطر.
  • الذهاب إلى مُصلّى العيد من طريقٍ، والرجوع من طريقٍ آخر.
  • التبكير في الذهاب إلى مُصلّى العيد للمأمومين، أمّا الإمام فيُسَنّ له تأخير الذهاب إلى المُصلّى؛ اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • التكبير في الطريق إلى مُصلّى العيد.


أحكامٌ متعلّقةٌ بعيد الأضحى

الأُضحية

تُعَدّ الأُضحية من الأمور التي تتعلّق بعيد الأضحى، وبيان ما يختصّ بها آتياً:[١٦]

  • معنى الأُضحية: التقرُّب إلى الله -تعالى- بالذَّبح أو النحر في أيّام النَّحر (يوم العيد وأيّام التشريق؛ وهي الأيام الثلاثة بعد يوم الأول للعيد) بشروطٍ مَخصوصةٍ.
  • مشروعيّة الأُضحية: شُرِعت الأُضحية بنصوص الكتاب، والسنّة، وإجماع العلماء؛ إذ قال -تعالى: "فَصَل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"،[١٧] كما أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- حديث: "ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا".[١٨]
  • حُكم الأُضحية: اختلف العلماء في حُكم الأضحية؛ فقال جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إنّ الأُضحية سُنّةٌ مُؤكَّدةٌ، وقال الحنفيّة إنّها واجبة.


صيام أيّام عيد الأضحى

يَحرُم صيام يوم النَّحر؛ وهو اليوم الأوّل من أيّام عيد الأضحى؛ استدلالاً بالعديد من الأحاديث الصحيحة؛ ومنها ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: "أنَّهُ شَهِدَ العِيدَ يَومَ الأضْحَى مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَصَلَّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ نَهَاكُمْ عن صِيَامِ هَذَيْنِ العِيدَيْنِ، أمَّا أحَدُهُما فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِن صِيَامِكُمْ، وأَمَّا الآخَرُ فَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ مِن نُسُكِكُمْ"،[١٩][٢٠] كما يَحرُم أيضاً صيام أيّ يومٍ من الأيّام الثلاثة الواقعة بعد يوم الأضحى؛ وتُسمّى بأيّام التشريق؛ أي الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجّة؛ استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم عن نبيشة الهذليّ أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ".[٢١][٢٢]


المراجع

  1. و معنى صلاة العيدين في قاموس المعجم الوسيط ،اللغة,قاموس عربي عربي&text=جمع: صَلَوَاتٌ.&text=:-صَلاَةُ الصُّبْحِ :- : وَهِيَ الَّتِي تَقَعُ بَيْنَ الفَجْرِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ. "تعريف ومعنى صلاة العيدين في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-18. بتصرّف.
  2. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 114. بتصرّف.
  3. كامل صلاح (2020-05-22)، "صفة صلاة العيد"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-18. بتصرّف.
  4. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 240-241. بتصرّف.
  5. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 544. بتصرّف.
  6. محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 658. بتصرّف.
  7. "تعريف ومعنى زوال الشمس"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-18. بتصرّف.
  8. ابن باز، "الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها والحكمة من ذلك"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 22/12/2020. بتصرّف.
  9. علي الحلبي، أحكام العيدين في السنة المطهرة، صفحة 41. بتصرّف.
  10. عبدالله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 438-441. بتصرّف.
  11. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة العيدين، مفهوم، وفضائل، وآداب، وشروط، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 61-77. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:744، صحيح.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:7381، صحيح.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:3370، صحيح.
  15. سعيد القحطاني، صلاة العيدين مفهوم، وفضائل، وآداب، وشروط، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 11-25. بتصرّف.
  16. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 74-77. بتصرّف.
  17. سورة الكوثر، آية:2
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5565، صحيح.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:5571، صحيح.
  20. سعيد القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 393. بتصرّف.
  21. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نبيشة الخير الهذلي، الصفحة أو الرقم:1141، صحيح.
  22. موقع الدرر السنية، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 445. بتصرّف.