خطبة العيد

بيان تعريف الخطبة في اللغة والاصطلاح الشرعيّ آتياً:

  • الخُطبة: يُراد بها في اللغة: الكلام الفصيح الذي تُخاطب به مجموعةٌ من الناس، أمّا في الاصطلاح فهي: الكلام المُلقى لمجموعةٍ من الناس بكيفيةٍ مخصوصةٍ لوعظِهم وإرشادهم.[١]
  • العيد: يُطلق في اللغة على: الأمر الذي يعود ويتكرّر، أمّأ في الشرع فيُطلق على: يوم الاحتفال بذكرى ما، وتنحصر الأعياد في الإسلام بعيدي الفطر والأضحى، ويوم الجمعة.[٢]
  • خطبة العيد: إلقاء كلامٍ مخصوصٍ محددٍ بصفةٍ مخصوصةٍ بعد صلاة العيد.[٣]


كيفية خطبة العيد عند الحنفية

بيّن الحنفية كيفية وصفة خطبتي العيد وتفصيل ما ذهبوا إليه آتياً:[٤]

  • بدء الخطبة الأولى بالتكبير تسع مرّاتٍ وبالموالاة بينها؛ أي بعدم الفصل بمدةٍ زمنيةٍ بين التكبيرة والأخرى، وبالتكبير بسبع تكبيراتٍ متواليةٍ بداية الخطبة الثانية، استدلالاً بما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يُكبِّرُ في الفطرِ والأضحى، في الأولى سبعَ تَكبيراتٍ، وفي الثَّانيةِ خمسًا)،[٥] ويُسنّ لمستمع الخطبة التكبير مه الإمام في سرّه دون رفع صوته بالتكبير.
  • يؤدي الخطيب خطبة العيد واقفاً ولا يجلس على المنبر أبداً، ويخطب بالحاضرين بأحوالهم وشؤونهم؛ فيبيّن لهم ما يتعلّق بزكاة الفطر من أحكامٍ في خطبة عيد الفطر، أمّا في خطبة عيد الأضحى فيبيّن لهم أحكام الأُضحية، وما يتعلّق بأيام التشريق من مسائل، وغيرها من الأحكام المتعلّقة بعيد الأضحى.
  • يختم الخطيب خطبتي العيد بالتكبير أربع عشرة مرةً وهو على المنبر قبل نزوله عنه.


أركان خطبة العيد عند الحنفية

صرّح الحنفية بأنّ لخطبة العيد ركناً واحداً يتمثّل بأيّ ذكرٍ لله، سواءً كان قليلاً أم كثيراً، فيُكتفى على سبيل المثال بحمد الله مرةً واحدةً، أو تسبيحه، تهليله مرةً واحدةً أيضاً، إلّا أنّ الاقتصار على ذلك مكروهٌ مع جوازه، فلا يترتّب أي إثمٍ إن اقتصرت خطبة العيد على ذلك.[٦]


شروط خطبة العيد عند الحنفية

اشترط الحنفية لخطبة العيد أن يحضرها شخص واحد على الأقل، ولم يشترطوا أن يسمعها؛ فلو كان بعيداً أو أصمّاً على سبيل المثال؛ فالخطبة صحيحةٌ، وكذلك تصحّ إن كان الشخص الحاضر مريضاً أو مسافراً، إلّا أنّها لا تصحّ إن كان صبياً أو امرأةً، كما أنّهم لم يشترطوا أن تكون باللغة العربية؛ فتصحّ بأيّ لغةٍ أخرى، ولم يشترطوا أيضاً أداء الخطبة بعد صلاة العيد، بل يُسنّ تأخير الخطبة عن الصلاة، ويصحّ أداء الخطبة قبلها، إلّا أنّ السنّة تقديمها عن الخطبة، ولا يُعيدها إن قدّمها على الصلاة.[٧]


حكم خطبة العيد عند الحنفية

صرّح الحنفية بأنّ خطبة العيد سنةٌ وليست واجبةً على المسلم بالحضور أو الاستماع، استدلالاً بما ورد عن عبدالله بن السائب -رضي الله عنه- أنّه قال: (شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العيدَ، فلمَّا قضَى الصَّلاةَ قال: إنَّا نخطُبُ، فمَن أحَبَّ أنْ يَجلِسَ للخُطبةِ فلْيَجلِسْ، ومَن أحَبَّ أنْ يَذهَبَ فلْيَذهَبْ).[٨][٩]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 176. بتصرّف.
  2. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة العيدين، صفحة 5-6.
  3. "صفة خطبة العيدين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
  4. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1406-1403. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1149، صحيح.
  6. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 321. بتصرّف.
  7. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 322. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن السائب، الصفحة أو الرقم:1155، صحيح.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 186. بتصرّف.