صلاة الحاجة

الحاجة هي: المأربة والفقر إلى أمرٍ ما، وعرّفها الإمام الشاطبيّ -رحمه الله- بأنّها: ما يفتقر إليه العبد للتوسعة على نفسه، ورفع الضيق والحرج والمشقّة عنه، بحيث لا تفوت المصلحة عليه، وينالها،[١] وصلاة الحاجة هي: الصلاة التي يؤديها العبد بكيفيةٍ مخصوصةٍ محددةٍ، إذا عجز عن أداء حاجةٍ ما، ونيل مصلحةٍ يريدها،[٢] فقد شُرعت صلاة الحاجة لمن ضاق عليه أمرٌ ما، واحتاج إلى تحقيق مصلحةٍ سواءً في الدِّين أو الدُنيا.[٣]


كيفية صلاة الحاجة

اختلف العلماء في عدد ركعات صلاة الحاجة، وقد اختلفوا أيضاً في كيفيتها بناءً على اختلافهم في عدد ركعاتها، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيان وتفصيل ذلك آتياً:[٤]

  • جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ صلاة الحاجة تؤدّى ركعتَين، كغيرهما من الركعات، دون اشتراطٍ قراءةٍ معينةٍ فيهما، إلّا أنّه قد وردت عنهم روايتان في الدعاء الذي يُردّد بعد أدائهما، بيانهما آتياً:
  • "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُل بِرٍّ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُل إِثْمٍ، لاَ تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".
  • "اللَّهُمَّ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ كَاشِفَ الْغَمِّ، مُفَرِّجَ الْهَمِّ مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ إِذَا دَعَوْكَ، رَحْمَنُ الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ وَرَحِيمُهُمَا، فَارْحَمْنِي فِي حَاجَتِي هَذِهِ بِقَضَائِهَا وَنَجَاحِهَا رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ".
  • الحنفية: قالوا إنّ صلاة الحاجة تؤدّى أربع ركعاتٍ بعد أداء صلاة العشاء، ويقرأ المصلّي في الركعة الأولى بسورة الفاتحة ثمّ آية الكرسي يكرّرها ثلاث مراتٍ، ثمّ يقرأ في كلّ ركعة من الركعات الثلاث الباقيات بسورة الفاتحة، وسورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس.


حكم صلاة الحاجة

اتّفق العلماء على أنّ صلاة الحاجة مستحبةٌ، وقد استدلّوا بحديثٍ ضعيفٍ، إلّا أنّه يُستدلّ بالأحاديث الضعيفة في الأعمال الفاضلة، إذ ورد قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "مَن كانت له حاجةٌ إلى اللهِ، أو إلى أحدٍ من بني آدمَ، فلْيَتَوَضَّأْ، فلْيُحْسِنِ الوضوءَ، ثم لِيُصَلِّ ركعتينِ، ثم لِيُثْنِ على اللهِ، ولْيُصَلِّ على النبيِّ، ثم لِيَقُلْ: لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أسألُكَ مُوجِبَاتِ رحمتِكَ وعَزَائِمَ مغفرتِكَ، والغنيمةَ من كلِّ بِرٍّ، والسلامةَ من كلِّ إثمٍ، لا تَدَعْ لي ذنبًا إلا غَفَرْتَه، ولا هَمًّا إلا فَرَّجْتَه، ولا حاجةً هي لك رِضًا، إلا قَضَيْتَها يا أرحمَ الراحِمِينَ"،[٥] ثمّ يسأل العبد ربّه ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، فيستجيب الله بإذنه.[٦]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية [مجموعة من المؤلفين]، صفحة 211. بتصرّف.
  2. "تعريف ومعنى صلاة الحاجة في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
  3. أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، صفحة 206. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 212-214. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن عبدالله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم:5809، ضعيف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 211-212.