نواقض الوضوء

تعرّف نواقض الوضوء بأنّها الأمور التي يفسد الوضوء بحدوثها،[١] وهذا المقال يوضّح نواقض الوضوء عند أهل العلم.

الخارج من السّبيلين

ذهب أهل العلم إلى أنّ الخارج من القُبُل أو الدّبُر على نوعين:

  • الخارج المعتاد من السّبيلين

الخارج المعتاد من السّبيلين مثل: الغائط والبول، والمَذي، والرّيح من الدّبر، ودم الاستحاضة -وليس الحيض-، يقول ابن المنذر: "أجمعَ أهلُ العلمِ علَى أنَّ خُرُوجَ الغائِط من الدُّبُرِ وخُروجَ البَوْلِ من ذَكَرِ الرَّجُلِ وقُبُلِ المَرْأةِ، وخُرُوجَ المَذْىِ، وخُرُوجَ الرِّيحِ من الدُبُرِ، أحْداثٌ يَنْقُضُ كلُّ واحدٍ منها الطَّهارةَ، ويُوجِبُ الوُضُوءَ، ودَمُ الاسْتِحاضةِ يَنْقُضُ الطَّهارةَ في قَوْلِ عامَّةِ أهْلِ العِلْمِ"،[٢] والمَذي هو سائل رقيق يميل لونه إلى الصفرة، يخرج من القُبل عند تحرّك الشّهوة غالباً.[٣]


  • الخارج غير المعتاد من السّبيلين

الخارج غير المعتاد من السّبيلين مثل: الدّود والصّديد والقيح والدّم والحصى؛ فإنّ خروجه ناقضٌ للوضوء سواء خرج من الدّبر أو القُبل، وخالف المالكية هذا الرأيّ ولهم في المسألة تفصيل، وخلاصة قولهم أنّه لا ينتقض الوضوء إلا بالخارج المعتاد من المخرج المعتاد.[٤]


النّجاسة الخارجة من غير السّبيلين

ذهب كثير من أهل العلم ومنهم الحنفية والحنابلة أنّ البول والغائط إنْ خرج من غير سبيله المعتاد لمرض ونحوه؛ فإنّه ينقض الوضوء، وذلك لعموم قوله -تعالى- (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ)،[٥] فالعبرة عندهم بالخارج لا بالمخرج.[٦] وكذا الأمر بالنّسبة للدّم والقيء عند جمع من أهل العلم، في حين ذهب المالكية والشّافعية إلى أنّ النجاسات من غير السبيلين لا تنقض الوضوء، ويكتفى بتطهير المكان.[٧]


غياب العقل

ذكر أهل العلم أنّ غياب العقل بالإغماء أو الصّرع أو الجنون أو بتعاطي النبج أو الخمر والحشيش ونحو ذلك من مغيّبات الوعي والعقل يفسد الوضوء، وهذا باتفاق جماهير أهل العلم.[٨]


النّوم

المذاهب الفقهية لها تفصيل في مسألة انتقاض الوضوء بسبب النّوم، فذهب الحنفية أنّ النوم ليس بناقض للوضوء بذاته؛ فإذا نام وهو جالس ومقعدته متمكّنة من الأرض أو صلب غيرها فإنه لا ينتقض وضوءه، وذهب المالكية إلى أنّ النوم ينتقض به الوضوء إنْ كان ثقيلاً؛ بحيث لا يسمع معه الأصوات ولا يحسّ بما يجري حوله.[٩]


وذهب الشافعية إلى النّوم ناقض بذاته للوضوء، وذلك في حال لم يكن ممكّناً مقعده، أمّا الحنابلة فذهبوا إلى أنّ النّائم انتقض وضوءه لمجرّد النّوم، حتى لو وضع مقعدته على أي شيء صلب يأمن معه خروج ريح، وترخّصوا في النّوم اليسير.[٩]


مسّ الفرج

تعدّدت آراء أهل العلم بحكم انتقاض الوضوء بمسّ الفرج تبعاً لما اعتمد عليه كل رأيّ من أدلة، حيث ذهب بعضهم إلى أنّ مسّ الفرج لا ينقض الوضوء، ووذهب آخرون إلى أنّه ينقض، وفرّق جماعة من أهل العلم؛ فقالوا إنْ مسّ بشهوة انتقض وضوءه، وإلا فلا، والأحوط في المسألة أنْ يتوضّأ المسلم إنْ مسّ ذكره سواءً كان بشهوة أو بدون شهوة، وذلك خروجاً من الخلاف واحتياطاً لعبادته.[١٠]



مواضيع أخرى:

كل ما يتعلق بالطهارة

كيفية وضوء المريض على السرير

المراجع

  1. فريق الموقع، "تعريف نواقض الوضوء"، الدرر السّنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2023. بتصرّف.
  2. ابن قدامة المقدسي (1997)، المغني (الطبعة 3)، الرياض:دار عالم الكتب، صفحة 230، جزء 1.
  3. عبد الرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة 2)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 73، جزء 1. بتصرّف.
  4. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الربعة، صفحة 74، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية:43
  6. فريق الموقع، "خروجُ البول أو الغائط من غير السَّبيلينِ"، الدرر السّنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2023. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 386، جزء 43. بتصرّف.
  8. فريق الموقع، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 393، جزء 43. بتصرّف.
  9. ^ أ ب عبد الرحمن الجزيري، القه على المذاهب الأربعة، صفحة 74-75، جزء 1. بتصرّف.
  10. فريق الموقع (14/1/2008)، "مس الذكر هل ينقض الوضوء؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2023. بتصرّف.