كيفية الصلاة في الروضة الشريفة

يُستحبّ إذا وصل المسلم إلى المسجد النبوي أن يدخل برجله اليُمنى، ويدعو بدعاء دخول المسجد، ثمّ يُصلّي ركعتي تحية المسجد، والأفضل أن يُصلّيها في الروضة الشريفة إن استطاع،[١] فينوي صلاة تحيّة المسجد، ويُصلّيهما ركعتين، وأما طريقتها فهي لا تختلف عن طريقة صلاة الضحى أو الفجر، ويقرأ في الركعتين بعد سورة الفاتحة ما تيسّر من القرآن.[٢]


وقد قال بعض أهل العلم: "... ثم يصلي ركعتين فيدعو الله فيهما بما أحب من خيري الدنيا والآخرة، وإن صلاهما في الروضة الشريفة فهو أفضل"،[١] وإن لم يتيسّر له صلاتها في الروضة فيُصلّي نافلة لله -تعالى- في الروضة، وهي المكان المفروش باللون الأخضر.[٣]


وصلاة النّافلة عموماً أفضل في الروضة، لِما ثبت في الأحاديث النبوية الشريفة عن فضل هذا المكان، أمّا صلاة الفريضة فالأَوْلى أن يحرص المسلم فيها على التواجد بالصفوف الأولى في المسجد النبوي حتى وإن أصبحت الروضة خلفه.[٤]


ولكن إذا كانت صلاة المسلم في الروضة ستؤذي غيره بسبب المدافعة والمزاحمة للوصول إلى هذا المكان والصلاة فيه فالأَوْلى أن لا يُصلّيها إلا إذا تيسّر ذلك وفُسِح له، لأنّ إيذاء النّاس محرَّم، تماماً مثل تقبيل الحجر الأسود، فهو مستحب، ولكن إذا أدّى ذلك إلى المدافعة بين النّاس وإيذائهم فلا يُشرع فعله، فلا يرتكب المسلم أمراً محرَّماً حتى يصل إلى فعل أمرٍ مستحبّ.[٥]


فضل الصلاة في الروضة الشريفة

إنّ للصلاة في الروضة الشريفة فضلاً عظيماً، فهي جزءٌ من المسجد النبوي الشريف، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل الصلاة في المسجد النبوي: (صَلاةٌ في مَسْجِدِي هذا خَيْرٌ مِن ألْفِ صَلاةٍ فِيما سِواهُ، إلَّا المَسْجِدَ الحَرامَ).[٦][٧]


كما أنّ الروضة الشريفة قطعةٌ من الجنة، فقد قال -عليه الصلاة والسلام- في فضلها: (مَا بيْنَ بَيْتي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنَّةِ)،[٨] وقد قال النووي عن معنى ذلك: ذَكَرُوا فِي مَعْنَاهُ قَوْلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ بِعَيْنِهِ يُنْقَلُ إِلَى الْجَنَّةِ وَالثَّانِي أَنَّ الْعِبَادَةَ فِيهِ تُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ".[٩]


والصلاة في الروضة الشريفة مستحبّة اقتداءً بالنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن تيمية -رحمه الله-: "استحباب الصلاة في الروضة قول طائفة وهو المنقول عن الإمام أحمد في مناسك المروذي"،[١٠] ويُشرع للمسلم أن يحرص على النافلة في الروضة الشريفة لأنّ العبادة فيها توصل إلى الجنة، وللأحاديث النبوية السابقة.[١١]


وقد صرّح مجموعةٌ من العلماء باستحباب الإكثار من الصلاة في الروضة الشريفة إن تيسّر ذلك، وثبت أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتحرّى الصلاة فيها عند الأسطوانة، فقد قال أحد التابعين: "كُنْتُ آتي مع سَلَمَةَ بنِ الأكْوَعِ فيُصَلِّي عِنْدَ الأُسْطُوَانَةِ الَّتي عِنْدَ المُصْحَفِ، فَقُلتُ: يا أبَا مُسْلِمٍ، أرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَ هذِه الأُسْطُوَانَةِ"، قال: (فإنِّي رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَهَا).[١٢][١١]

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الله البصيري، الحج والعمرة والزيارة، صفحة 75-76. بتصرّف.
  2. "حكم تحية المسجد ومايقرأ فيها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2023. بتصرّف.
  3. صالح المغامسي، لطائف المعارف، صفحة 2، جزء 8. بتصرّف.
  4. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 31، جزء 101. بتصرّف.
  5. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 31، جزء 101. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1190، صحيح.
  7. عبد الله البصيري، الحج والعمرة والزيارة، صفحة 75. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن زيد المازني الأنصاري، الصفحة أو الرقم:1195، صحيح.
  9. النووي، شرح النووي على مسلم، صفحة 161، جزء 9.
  10. ابن تيمية، الإخنائية أو الرد على الإخنائي، صفحة 262.
  11. ^ أ ب "هل للصلاة في الروضة فضل عن سائر المسجد النبوي؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2023. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سلمة بن الأكوع، الصفحة أو الرقم:502، صحيح.