الفرق بين طلوع الفجر وشروق الشمس

الفرق بين طلوع الفجر وشروق الشمس

الحديث عن الفرق بين طلوع الفجر وشروق الشمس يتم تناوله من أكثر من جانب، وذلك تبعاً للمقصود بالفرق بينهما، وسيتم توضيح ذلك في هذا المقال.

الفرق في المعنى بين طلوع الفجر وشروق الشمس

يختلف المقصود بين طلوع الفجر وشروق الشمس لغة واصطلاحاً، ويترتّب على كلّ منهما أثر في بعض الأحكام الشرعية، أهمّها وقت صلاة الفجر، وبيان ذلك فيما يأتي:

• معنى طلوع الفجر

يقصد بطلوع الفجر لغةً: انكشافُ ظلمةِ الليل عن نور الصُّبْح،^[١] مع ضرورة التّنبيه إلى أنّ الفجر في الاصطلاح الشّرعي ينقسم إلى قسمين، هما: الفجر الصادق والفجر الكاذب، والأثر الشّرعي المترتّب على التّفريق بينهما هو أنّ الفجر الصادق بداية دخول وقت صلاة الفجر، وسيأتي بيان الفرق بينهما عند المحقّقين من أهل العلم.^[٢]

وفي الحديث عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الفَجرُ فَجرانِ: فأمَّا الفَجرُ الَّذي يَكونُ كذَنَبِ السِّرْحانِ فلا يُحِلُّ الصَّلاةَ، ولا يُحرِّمُ الطَّعامَ، وأمَّا الَّذي يَذهَبُ مُستَطيلًا في الأُفُقِ فإنَّه يُحِلُّ الصَّلاةَ، ويُحرِّمُ الطَّعامَ).^[٣]

• معنى شروق الشمس

يقصد بشروق الشمس لغة: طلوع الشّمس وظهور ضوئها وانتشار أشعتها على الأرض،^[٤] ويرتبط هذا المعنى اللغوي بأثرٍ شرعي متعلّق بنهاية وقت صلاة الفجر، حيث ينتهي وقت أدائها مع طلوع الشّمس، ويدخل بعده وقت القضاء،^[٥] وفي هذا صحّ في الحديث عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنّه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (... ووَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِن طُلُوعِ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ...).^[٦]

المدّة الزمنية بين طلوع الفجر الصادق وشروق الشمس

المدّة الزّمنية الفاصلة بين طلوع الفجر الصادق وطلوع الشمس يختلف تبعاً لاختلاف البلد وفصول السّنة؛ ولكنّ مقداره في الغالب بمقدار وقت صلاة المغرب، ويقدّر بحوالي الساعة والنّصف تقريباً، وهذا في الوقت المعتدل، أما إذا زاد وقت الليل نقص وقت صلاة الفجر، وإذا زاد وقت النّهار زاد وقت صلاة الفجر، مع الإشارة إلى أنّ الزّيادة والنقص قليلة، وهي بين خمس إلى عشر دقائق تقريباً.^[٧]

الفرق بين طلوع الفجر الصادق والكاذب

ذكر أهل العلم أنّ بين طلوع الفجر الصادق والكاذب ثلاثة فروق، وفيما يأتي توضيحها:^[٢]

الفرق الأول: أنّ الفجر الكاذب ممتدٌّ؛ بمعنى أنّه ممتد طولاً من الشرق إلى الغرب، والفجر الصادق معترضٌ بشكل مستطيل في الأفق من الشمال إلى الجنوب.

الفرق الثاني: أن الفجر الكاذب يظلم؛ بمعنى أنّ نوره يظهر لمدة وجيزة ثم يظلم، بينما الفجر الصادق لا يظلم، بل يزداد نوره وإضاءته تباعاً مع مرور الوقت.

الفرق الثالث: أن الفجر الكاذب منقطع عن الأفق؛ بحيث يكون بينه وبين الأفق ظلمة، أمّا الفجر الصادق فهو متصل بالأفق، وليس بينه وبين الأفق ظلمة.