تعريف صلاة الضحى

صلاة الضحى هي: الصلاة التي تؤدّى بعد ارتفاع الشمس، وهي نوعٌ من أنواع التطوّع في الصلاة، وتسمّى أيضاً بصلاة الأوّابين، استدلالاً بما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "لا يُحافِظُ على صَلاةِ الضُّحَى إلَّا أَوَّابٌ، وهيَ صلاةُ الأَوَّابينَ".[١][٢]


عدد ركعات صلاة الضحى

اتّفق العلماء على أنّ أقلّ عدد ركعات صلاة الضحى ركعتَين، إلّا أنّهم اختلفوا في أكثرها، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:[٣][٤]

  • الحنفية: قالوا إنّ أكثر صلاة الضحى اثنتي عشرة ركعةً، استدلالاً بما ورد عن أم حبيبة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: "مَن صلَّى في يومٍ ثِنْتَيْ عَشْرةَ رَكْعةً، بنَى اللهُ له، أو بُنِيَ له بيتٌ في الجنَّةِ".[٥]
  • المالكية والحنابلة وأكثر الشافعية: قالوا إنّ أكثر صلاة الضحى ثمان ركعاتٍ، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أم هانئ -رضي الله عنها- أنّها قالت: "إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ"،[٦] وصرّح المالكية بكراهة الزيادة عن ثمان ركعاتٍ في صلاة الضحى، وقالوا إنّ أوسط الأمر أداء صلاة الضحى ست ركعاتٍ.
  • بعض الشافعية: قالوا بعدم تحديد صلاة الضحى بعددٍ معيّنٍ من الركعات.


كيفية أداء صلاة الضحى

اختلف العلماء في كيفية أداء صلاة الضحى؛ إن كانت تؤدّى بالتسليم من كلّ ركعتَين أم من كلّ أربع ركعاتٍ، وبيان خلافهم فيما يأتي:[٣]

  • المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ صلاة الضحى تؤدّى مثنى مثنى؛ أي بالتسليم من كلّ ركعتَين، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "صلاةَ اللَّيلِ والنَّهارِ مثنى مثنى".[٧]
  • الحنفية: قالوا بجواز أداء صلاة الضحى أربعاً أربعاً، أي بأداء أربع ركعاتٍ والجلوس مرةً واحدةً بعد الركعة الرابعة للتشهّد والتسليم.


فضل صلاة الضحى

تترتّب العديد من الفضائل على أداء صلاة الضحى، بيان البعض منها آتياً:[٨]

  • مضاعفة الأجر والثواب المترتّب عليها، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى".[٩]
  • صلاة الضحى علامةٌ على كثرة الرجوع والتوبة إلى الل -سبحانه-، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: "لا يُحافِظُ على صَلاةِ الضُّحَى إلَّا أَوَّابٌ، وهيَ صلاةُ الأَوَّابينَ".[١]
  • نيل أجر العمل بوصيّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، إذ أوصى عدداً من الصحابة بصلاة الضحى، فقد ثبت في الصحيح عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنّه قال: "أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ ما عِشْتُ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لا أَنَامَ حتَّى أُوتِرَ".[١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:703، إسناده حسن.
  2. المفتي سعيد محمد عميم الإحسان، التعريفات الفقهية، صفحة 130. بتصرّف.
  3. ^ أ ب فهد بن يحيى العماري، "المنتقى من أحكامِ صلاةِ الضُّحى"، المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 225. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:26768، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم هانئ، الصفحة أو الرقم:1176، صحيح.
  7. رواه البخاري، في تنقيح تحقيق التعليق، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1/497، صحيح.
  8. "فضل صلاة الضحى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:720، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:722، صحيح.