وقت وصِفة صلاة الضحى

صلاة الضحى

الصلاة في اللغة هي: الدعاء، وفي الاصطلاح الشرعيّ تطلق على أداء أفعالٍ مخصوصةٍ وترديد أقوالٍ معلومةٍ بشروطٍ وصفاتٍ محدّدةٍ، والضحى يُطلق على الوقت الممتد من شروق الشمس إلى صفاء ضوء الشمس، أمّا صلاة الضحى فهي: صلاة التطوّع والنّفل التي تؤدّى في وقتٍ محددٍ بكيفيةٍ محدّدةٍ -بيانهما آتياً-.^[١][٢]

وقت صلاة الضحى

يبدأ وقت صلاة الضحى من بعد طلوع وشروق الشمس بربع ساعةٍ تقريباً، ويمتدّ إلى ما قبل صلاة الظهر بما يقارب العشر دقائق،^[٣] والأفضل أداء صلاة الضحى قبل عند اشتداد حرّ الشمس؛ أي قبل صلاة الظهر بساعةٍ أو ساعتين.^[٤]

صفة صلاة الضحى

اختلف العلماء في كيفية أداء صلاة الضحى، وذهبوا في ذلك إلى قولين بيانهما آتياً:^[٥]

• المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا بأداء صلاة الضحى ركعتَين ركعتَين، أي بالتسليم من كلّ ركعتين، استدلالاً بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثْنَى مَثْنَى".^[٦]
• الحنفية: قالوا بأداء صلاة الضحى أربع ركعاتٍ بالجلوس فيهنّ مرةً واحدةً للتشهّد والتسليم بعد الركعة الرابعة.

كما اختلف العلماء أيضاً بأكثر عدد ركعات صلاة الضحى، رغم اتّفاقهم على أنّ أقلّها ركعتان، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "يُصْبِحُ عَلَى كُل سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ: فَكُل تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُل تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُل تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُل تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى"،^[٧] وبيان خلاف العلماء في أكثر صلاة الضحى فيما يأتي:^[٥][٨]

• الحنفية: قالوا إنّ أكثر صلاة الضحى اثنتا عشرة ركعةً، وقد استدلّوا بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "مَن صلَّى في يومٍ ثِنْتَيْ عَشْرةَ رَكْعةً، بنَى اللهُ له، أو بُنِيَ له بيتٌ في الجنَّةِ"،^[٩] وعلّق ابن عابدين الحنفي على الحديث السابق قائلاً: "وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ يَجُوزُ الْعَمَل بِهِ فِي الْفَضَائِل".
• المالكية وأكثر الشافعية والحنابلة: قالوا إنّ أكثر صلاة الضحى ثمان ركعاتٍ، استدلالاً بما أخرجه البخاري في صحيحه عن أم هانئ -رضي الله عنها- أنّها قالت: "إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ".^[١٠]
• بعض الشافعية: قالوا بعدم تحديد أكثر صلاة الضحى بعددٍ.

أمّا ما يُقرأ في صلاة الضحى؛ فيقرأ المصلّي ما تيسّر له من القرآن، قال -تعالى-: "فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ"،^[١١] فلا يترتّب أي حرجٍ على المسلم بقراءة ما تيسّر له من القرآن الكريم، على ألّا يعتقد في نفسه أنّ قراءة آياتٍ محدّدةٍ من القرآن سنةٌ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فذلك من البِدع، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: "مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ".^[١٢][١٣]