يكمُن فضل صلاة الضحى في اعتبارها وصيّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للمسلمين، كما أنّ الله -تعالى- رتّب عليها الأجر العظيم المُضاعَف، وجعلَها علامةً على توبة العبد ورجوعه إليه -سبحانه-.[١]


صلاة الضحى

صلاة الضحى صلاةٌ من صلوات التطوّع الواردة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، والتي حثّ ورغّب وأوصى بها، فكانت من السنن المؤكّدة التي يجدر بالمسلم الحرص عليها.[٢] وصلاة الضحى هي: الصلاة التي تؤدّى وقت الضحى الذي يبدأ من بعد طلوع الشمس بربع ساعةٍ تقريباً، ويمتدّ إلى ما قبل صلاة الظهر بعشر دقائق.[٣]


فضل صلاة الضحى

تترتّب العديد من الفضائل على أداء صلاة الضُحى، يُذكر منها:[١][٤]

  • نَيْل أجر العمل بوصية النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، إذ أوصى بصلاة الضُحى؛ ممّا يدلّ على مكانتها العظيمة، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: "أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ".[٥]
  • يعادل أجر صلاة الضحى ثلاثمئة وستين صدقةً، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى"،[٦] كما ورد عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "في الإنسانِ سِتُّونَ وثلاثُمِائةِ مِفْصَلٍ، فعليْهِ أنْ يَتصدَّقَ عن كلِّ مِفصَلٍ مِنْها صدقةً: النُّخاعةُ في المسجدِ تَدفِنُها، والشيءُ تُنَحِّيهِ عنِ الطرِيقِ، فإنْ لمْ تَقدِرْ، فركْعَتَا الضُّحَى تُجزِى عنكَ"،[٧] وقد ورد عن الإمام الشوكاني -رحمه الله- أنّه قال: "الحديثان يدلّان على عِظَم فضل الضحى وكبر موقعها وتأكد مشروعيتها وأنّ ركعتيها تجزيان عن ثلاثمئةٍ وستين صدقة، وما كان كذلك فهو حقيقٌ بالمواظبة والمداومة، ويدلّان أيضاً على مشروعية الاستكثار من التسبيح والتحميد والتهليل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ودفن النخامة، وتنحية ما يؤذي المارّ عن الطريق وسائر أنواع الطاعات لنسقط بذلك ما على الإنسان من الصدقات اللازمة في كلّ يومٍ".
  • تدلّ صلاة الضحى على أنّ العبد أوّابٌ؛ أي أنّه كثير الرجوع إلى الله -تعالى- والتوبة إليه، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ".[٨]
  • تشهد الملائكة وتحضر صلاة الضحى، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ".[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب عبدالله الفريح (2015-07-14)، "فضل صلاة الضحى ووقتها وعدد ركعاتها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-17. بتصرّف.
  2. سعيد القحطاني، صلاة التطوع مفهوم، وفضائل، وأقسام، وأنواع، وآداب في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 93. بتصرّف.
  3. محمد صالح المنجد (10/9/2002)، "وقت صلاة الضحى"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 19/1/2021. بتصرّف.
  4. سيد سابق، فقه السنة، صفحة 208-210. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1981، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:720، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:4239، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم:748، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم:832، صحيح.