هل يوجد دعاء خاص بصلاة الضحى؟

الدّعاء مشروع في صلاة الضحى وغيرها من الصلوات؛ خصوصاً في السّجود؛ إلا أنّه لم يرد دعاء يُدعى به على وجه الخصوص في صلاة الضحى، وما ورد عند بعض المصنّفين من استحباب الدّعاء بدعاء معيّن عقب صلاة الضّحى لا يثبت بحال من الأحوال.[١]


وهذا لا يعني عدم مشروعية الدّعاء في صلاة الضَحى أو عقب الانتهاء من أدائها، ولكنّ الزّعم باستحباب دعاء معيّن لصلاة الضَحى لا يجوز، ويبقى زعماً فاقداً للدليل، علماً أنّ ألفاظ الدّعاء الوارد في بعض الكتب وصيغته لا بأس فيها، ولكنّ الإشكال في تخصيصه بصلاة الضَحى.


وهذا الدّعاء هو: "اللهم إنّ الضحاء ضحاؤك، والبهاء بهاؤك، والجمال جمالك، والقوة قوتك، والقدرة قدرتك، والعصمة عصمتك، اللهم إنْ كان رزقي في السماء فأنزله، وإنْ كان في الأرض فأخرجه، وإنْ كان معسراً فيسره، وإنْ كان حراماً فطهره، وإنْ كان بعيدا فقرّبه، بحقّ ضحائك وبهائك وجمالك وقوتك وقدرتك آتني ما آتيت عبادك الصالحين".[٢]


مواضع الأدعية المطلقة في الصلاة

تجدر الإشارة في هذا المقام إلى أنّ الأدعية المطلقة في الصلاة مشروعة ومستحبّة، سواء في صلاة الضحى أو غيرها من صلوات الفريضة أو النّافلة، وقد ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرشد إليه في أكثر من موضع في الصلاة، وبيانها فيما يأتي:[٣]


  • الدعاء المطلق في السّجود

أخرج مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)،[٤] وقد فهم أهل العلم من هذا الحديث أنّ الدّعاء بما يحتاجه العبد من مصالح الدين والدنيا مشروع ومستحبّ في السّجود دون تخصيص؛ فله أنْ يدعو الله -عزّ وجلّ- بما يفتح عليه.


ويؤكّد هذا ما ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (... ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)،[٥] وقوله: (فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) أي: جدير وحقيق أنْ يُستجاب الدّعاء في السّجود.


  • الدعاء المطلق بعد التّشهد وقبل التسليم

صحّ في الحديث عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في معرض تعليمه لأصحابه الكرام التّشهد في آخر الصلاة: (... ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أعْجَبَهُ إلَيْهِ، فَيَدْعُو)،[٦]


وقد استدلّ الفقهاء بهذه الأحاديث وغيرها على مشروعية الدّعاء في هذه المواضع بما أحبّه المسلم، سواء كان الدّعاء بأمور الدّنيا أو الآخرة، ولا يخفى أنّ الدّعاء وإنْ كان مشروعاً، إلا أنّه يجب أنْ يكون منضبطاً بضوابط الدّعاء العامة؛ فلا يدعو بأمر بإثم أو قطيعة رحم.[٧]

المراجع

  1. فريق الموقع (5/8/2008)، "دعاء (اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله)"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2023. بتصرّف.
  2. البكري الدمياطي (1997)، إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين (الطبعة 1)، صفحة 295، جزء 1.
  3. فريق الموقع (11/11/2006)، "هل يشترط في أدعية الصلاة أن تكون مما ثبت في السنة؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2023. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:482 ، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:479 ، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:835 ، صحيح.
  7. فريق الموقع، "الدعاء بالأمور الدنيوية"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2023. بتصرّف.