مقدار الوقت بين الفجر والشروق

يجدر بالذّكر أنّ الوقت بين طلوع الفجر وشروق الشمس يختلف باختلاف الفصول والبلدان، وقد يزداد في بعض الأحيان وقد ينقص، لذلك لا يمكن تحديد الفترة الزمنية بين أول وقت الفجر وآخره بوقتٍ محدَّدٍ، ولكن يمكن تقريب الوقت في البلاد التي يكون فيها الليل والنّهار معتاداً.[١]


وقد ذَكَر بعض أهل العلم أنّ الوقت بين طلوع الفجر وطلوع الشمس في هذه البِلاد يُقدَّر عادةً بساعةٍ ونصف تقريباً، أو ساعةٍ ونصف إلا خمس دقائق، أو أكثر أو أقل بقليل،[٢] وهذا على سبيل التقريب لا القطع، ويُمكن للمسلم اعتماد التقويم الصحيح لمعرفة الوقت بين الفجر والشروق، فقد صار التقويم وسيلةً تُعين المسلمين على معرفة أوقات الصلاة بِدقَّة.[٣]


وعلى المسلم أن يحتاط فلا يُصلّي الفجر قبل طلوع الفجر ولا بعد شروق الشمس، بل يحرص على أدائها في الوقت المخصّص لها، ولو احتار في تحديد الفترة الزمنية بين الفجر والشروق ولم يجد وسيلةً تُعينه على معرفة ذلك فصلّى قبل طلوع الشمس بخمسين دقيقةً مثلا جاز له ذلك، لأنّ وقت الفجر يبقى ممتدَّاً إلى طلوع الشمس.[٤]


ويدلّ على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ووَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِن طُلُوعِ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ)،[٥] أمّا إذا صلى بعد شروق الشمس ولو بدقيقةٍ واحدة فصلاته قضاء؛ لوقوعها خارج الوقت، فعلى المسلم أن يحتاط في ذلك ويستعين بالوسائل التي تُعينه على معرفة أوقات الصلاة حتى لا يؤخّرها أو يفوّتها.[٦]


عبادات يسنّ فعلها بين الفجر والشروق

ذِكر الله -تعالى- مستحبٌّ في كلّ وقتٍ ليلاً ونهاراً، قال -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[٧] ويتأكّد استحبابه بعد الفجر إلى الشروق، اقتداءً بالنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ومَن ظلّ قاعداً يذكر الله -تعالى- بعد الفجر ثمّ صلّى صلاة الضحى بعد شروق الشمس في غير وقت الكراهة نال أجراً وثواباً عظيماً.[٨]


ويدلّ على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ).[٩]


أحكام تتعلق بوقت ابتداء وانتهاء صلاة الفجر

هناك عدّة أحكامٍ مهمَّةٍ تتعلق بوقت ابتداء صلاة الفجر وانتهائه، ومنها ما يأتي:[١٠]

  • يبدأ وقت صلاة الفجر عند طلوع الفجر الثاني، وينتهي عند شروق الشمس، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَقْتُ صَلَاةِ الفَجْرِ ما لَمْ يَطْلُعْ قَرْنُ الشَّمْسِ الأوَّلُ).[٥]


  • لا يجوز أداء صلاة الفجر قبل دخول وقتها ولو بدقيقةٍ، فمن فعل ذلك يجب عليه إعادة صلاة الفجر في وقتها، كما لا يجوز أيضاً تأخيرها إلى ما بعد شروق الشمس بدون عذرٍ، لأنّها تُصبح قضاءً.


  • الأفضل في وقت أداء صلاة الفجر هو تعجيلها في أوّل وقتها بعد التحقّق من دخول وقت الفجر، ويُسمّى بوقت التغليس، وهو قول جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة.


  • يمتدّ الوقت الاختياري لصلاة الفجر إلى طلوع الشمس، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ).[١١]

المراجع

  1. "الوقت بين الفجر وطلوع الشمس يختلف باختلاف البلاد والفصول"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
  2. "حكم صلاة الفجر قبل طلوع الشمس بساعة وعشرين دقيقة"، الموقع الرسمي للشيخ ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
  3. "بين وقت الفجر في التقويم وطلوع الشمس ساعة ونصف. هل يصح هذا؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
  4. "كيف يصوم ويصلي من يعيش في بلد بين وقت الفجر وطلوع الشمس زمن طويل؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
  5. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:612، صحيح.
  6. "آخر وقت صلاة الفجر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
  7. سورة آل عمران، آية:41
  8. "فضل الذكر بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:586، صححه الألباني.
  10. "وقت صلاة الفجر"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:579، صحيح.