السنن الرواتب هي: السنن المرتبطة بالصلوات الخمس التي تؤدّى قبل أو بعد الفريضة، وقد أخبر عنها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وواظب وداوم على أدائها.[١]


كيف تصلى السنن الرواتب؟

كم عدد ركعات السنن الرواتب؟

السنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة؛ أربع ركعاتٍ قبل فرض الظهر، واثنتان بعده، واثنتان بعد فرض المغرب، واثنتان بعد فرض العشاء، واثنتان قبل فرض الفجر، وراتبة الفجر هي آكد السنن الرواتب وأعظمها أجراً وفضلاً، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ)،[٢] وأخرج الإمام مسلم عنها أيضاً: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا)،[٣]

ودليل التقسيم السابق ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت في صفة صلاة الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ يُصَلِّي في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فيُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ يُصَلِّي بالنَّاسِ المَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيُصَلِّي بالنَّاسِ العِشَاءَ، وَيَدْخُلُ بَيْتي فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ، فِيهِنَّ الوِتْرُ، وَكانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا، وَكانَ إذَا قَرَأَ وَهو قَائِمٌ، رَكَعَ وَسَجَدَ وَهو قَائِمٌ، وإذَا قَرَأَ قَاعِدًا، رَكَعَ وَسَجَدَ وَهو قَاعِدٌ، وَكانَ إذَا طَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٤][٥]


كيف تؤدى السنن الرواتب؟

تصلّى السنن الرواتب ركعتَين، أي بالتسليم بعد كلّ ركعتَين، فالسنة الراتبة التي تؤدّى قبل فريضة الظهر الأفضل أن تؤدّى ركعتَين ركعتَين، أي بالتسليم من كلّ ركعتَين، ويجوز أن تؤدّى أربع ركعاتٍ بالتشهّد مرةً واحدةً بعد الركعة الرابعة.[٦]


وقت السنن الرواتب

يبدأ وقت السنة الراتبة التي تؤدّى قبل الفرض بدخول وقت الصلاة المفروضة وينتهي بالإقامة للصلاة، أمّا الراتبة التي تؤدّى بعد الفرض فيبدأ وقتها من بعد التسليم من الفريضة وينتهي بانتهاء وقت الفريضة، أي برفع أذان الصلاة التالية، قال ابن قدامة -رحمه الله-: "كلّ سُنةٍ قبل الصلاة فوقتها من دخول وقتها إلى فعل الصلاة، وكلّ سنةٍ بعدها فوقتها من فعل الصلاة إلى خروج وقتها".[٧]


فضل السنن الرواتب

يكمُن فضلها في الراتبة القبلية لتهيئة نفس المصلّي للعبادة والطاعة قبل أداء الفريضة، أما بعدها فلإشباع رغبة المصلي في التزوّد من العبادة بعد لذّة المناجاة التي وجدها في الفريضة، بالإضافة إلى أنّ السنن الرواتب من أعظم أسباب تكفير السيئات ومضاعفة الحسنات،[٨] أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أم حبيبة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غيرَ فَرِيضَةٍ، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ).[٩]

المراجع

  1. ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 383. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:1169، صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:725، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:730، صحيح.
  5. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 598. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8458. بتصرّف.
  7. محمد صالح المنجد (12/1/2003)، "السنن الرواتب فضلها ووقتها"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
  8. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 589. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:728، صحيح.