معنى الوتر لغةً واصطلاحاً

معنى الوتر لغةً

الوِتْر أو الوَتْر مصدرٌ من أوتر يُوتر إيتاراً ووتراً، فيُقال: أَوتر فلان صلاته؛ أي أنّه أدّاها وتْراً، والوتر مفردٌ والجمع منه أوتار، ويُراد به الفرد الواحد أو العدد الفردي؛ كالواحد أو الثلاثة أو الخمسة وغيرها من الأعداد الفردية، وقد ذُكر الوتْر في القرآن الكريم بقول الله -تعالى-: (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)،[١] وذُكر أيضاً في السنة النبوية بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللهَ وِترٌ يُحبُّ الوِترَ فأوتروا يا أهلَ القرآنِ).[٢][٣]


معنى الوتر اصطلاحاً

الوتر في الاصطلاح الشرعيّ يُطلق على صلاة النافلة أو التطوّع التي تؤدّى من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل رفع أذان الفجر، فهي الصلاة التي تُختم بها باقي الصلوات، وسُميّت بصلاة الوتر لأنّها تؤدّى بعدد ركعاتٍ فرديٍ؛ ركعةً، أو ثلاث أو خمس ركعاتٍ، ونحو ذلك.[٤]


فضل وأهميّة الوتر

الوتر عبادةٌ من أعظم وأجلّ العبادات، تدلّ على ذلك عدّة أمورٍ بيان البعض منها آتياً:[٥]

  • حِرْص النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على أدائها، واهتمامه بها في كلّ أحواله، فقد ثبت أنّه كان يؤدي الوتر ويحرص عليه في الحضر والسفر، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي في السَّفَرِ علَى رَاحِلَتِهِ، حَيْثُ تَوَجَّهَتْ به يُومِئُ إيمَاءً صَلَاةَ اللَّيْلِ، إلَّا الفَرَائِضَ ويُوتِرُ علَى رَاحِلَتِهِ)،[٦] قال الإمام ابن القيّم -رحمه الله- في ذلك: "وكان من هديه -صلّى الله عليه وسلّم- في سفره: الاقتصار على الفرض ولم يحفظ عنه أنّه صلّى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها، إلّا ما كان من الوتر وسنة الفجر فإنّه لم يكن ليدعهما حضراً ولا سفراً".[٧]
  • وردت عدّة أحاديث نبويةٍ تدلّ على أهمية الوتر، وتؤكّد على أهمية أدائه، وتبيّن حثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وترغيبه بأداء الوتر، منها:
  • ورد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ زادَكُم صلاةً فحافِظوا عليها وَهيَ الوترُ).[٨]
  • قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللهَ قد أمَدَّكم بصلاةٍ، وهي خيرٌ لكم مِن حُمْرِ النَّعَمِ، وهي الوِترُ، فجعَلَها لكم فيما بينَ العِشاءِ إلى طُلوعِ الفَجرِ).[٩]
  • أوصى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الصحابة بالحرص على أداء الوتر، ومن ذلك قوله لأبي هريرة -رضي الله عنه-: (أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ).[١٠]
  • نيل محبّة الله -تعالى-، فالحرص على الوتر سببٌ من أسباب نيل محبته -سبحانه-، فقد جعل الله صلاة الوتر الصلاة التي تُختم بها صلوات اليوم، وذلك كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام يقرأ بسورة الإخلاص في الوتر؛ لما فيها من معاني ودلالات توحيد الألوهية والعبودية لله -عزّ وجلّ-.[١١]


المراجع

  1. سورة الفجر، آية:3
  2. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2/294، إسناده صحيح.
  3. الوليد بن عبد الرحمن الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 18. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 289. بتصرّف.
  5. الوليد بن عبد الرحمن الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 7-8. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1000، صحيح.
  7. "العبادات التي واظب عليها النبي في السفر والحضر"، إسلام ويب، 22/11/2010، اطّلع عليه بتاريخ 3/3/2021. بتصرّف.
  8. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:11/13، إسناده حسن.
  9. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن خارجة بن حذافة العدوي، الصفحة أو الرقم:1418، صحيح لغيره.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1981، صحيح.
  11. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 628. بتصرّف.