التطوّع في العبادات

فضّل الله -تعالى- على عباده ومَنّ عليهم بالتطوّع في العبادات؛ رحمةً بالعباد، وفرصةً لهم ليزدادوا قُرباً منه -سبحانه-، ونيلاً لعظيم الأجر والحسنات منه، وجبراً للخلل والنقص الذي قد يقع في الفرائض من العبادات، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ).[١][٢]


ما الفرق بين الشفع والوتر؟

ما الفرق بين الشفع والوتر من حيث التعريف؟

بيان تعريف كلٍّ من الشفع والوتر فيما يأتي:

  • تعريف الشفع: يعرّف الشفع في اللغة والشرّع بما يأتي:
  • الشفع لغةً: هو الزوج من الشيء، أو العدد الزوجي.[٣]
  • الشفع شرعاً: يطلق لف الشفع في الاصطلاح الشرعيّ على ركعتَي التطوّع اللتين يؤدّيهما المسلم قبل ركعة الوتر، وتُسنّ القراءة فيهما بسورتي الأعلى والكافرون،[٤] كما يُطلق أيضاً على ما يؤدّى من الركعات الزوجية؛ كالركعتَين، والأربع، والست، والثمان، ونحو ذلك.[٥]
  • تعريف الوتر: يُعرّف في اللغة والاصطلاح الشرعيّ بما يأتي:[٦]
  • الوتر لغةً: هو الفرد من الشيء، أو العدد الفردي؛ كالواحد، والثلاثة، والخمسة، ونحوها.
  • الوتر شرعاً: يُطلق على الصلاة التي تؤدّى ليلاً تطوّعاً من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل رفع أذان الفجر، وسميّت بصلاة الوتر؛ لأنّها تؤدّى بعدد ركعاتٍ فردي.


ما الفرق بين الشفع والوتر من حيث الكيفية؟

بيان كيفية كلٍّ من الشفع والوتر آتياً:

  • كيفية الشفع: تؤدّى صلاة الشفع بعدد ركعاتٍ زوجي، بالتسليم من كلّ ركعتَين، فلا يجوز جمع أكثر من ركعتَين بسلامٍ واحدٍ؛ كالسلام من أربع أو ست أو ثمان ركعاتٍ دون الجلوس فيهنّ إلّا مرةً واحدةً بعد الركعة الأخيرة للتشهّد والتسليم.[٥]
  • كيفية الوتر: ثبتت عدّة كيفياتٍ لصلاة الوتر، وقد ذهب كلّ مذهبٍ إلى كيفية من تلك الكيفيات، بيان ذلك آتياً:[٧]
  • الحنفية: قالوا إنّ الوتر يؤدّى ثلاث ركعاتٍ بالجلوس فيه مرّتَين؛ أي بأداء ركعتَين ثمّ الجلوس للتشهّد دون التسليم، ثمّ القيام وأداء الركعة الثالثة والجلوس بعدها للتشهّد والتسليم، استدلالاً بما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُوتِرُ بثلاثٍ لا يُسَلِّمُ إلا في آخرِهِنَّ).[٨]
  • المالكية: قالوا إنّ الوتر يؤدّى ركعةً، على أن يسبقها المصلّي بركعتَين تطوعاً ويُطلق عليهما الشفع، على أن يسلّم المصلّي منهما، ثمّ يؤدي ركعة الوتر منفردةٍ.
  • الشافعية: قالوا إنّ أقل الوتر ركعةً، وأكثره إحدى عشرة ركعةً، والأفضل للمصلّي السلام من كلّ ركعتَين إن زاد عن ركعةً، ثمّ يؤدّي الركعة الباقية منفصلةً، استدلالاً بما ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يفصِلُ بينَ الشَّفعِ والوِتْرِ).[٩]
  • الحنابلة: قالوا إن الوتر يؤدّى ركعةً، ولا بأس من أدائه ثلاث ركعاتٍ أو أكثر.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.
  2. محمد بن صالح العثيمين (2007/11/18)، "ما هي "صلاة التطوع" والفرق بين "صلاة الفريضة" و"صلاة التطوع"؟"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
  3. "تعريف ومعنى شفع في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
  4. "كيفية صلاة الشفع والوتر"، إسلام ويب، 13/5/2001، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "الفرق بين الشفع والوتر في صلاة الليل"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
  6. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 350. بتصرّف.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1012-1011. بتصرّف.
  8. رواه العيني، في عمدة القاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7/5، صحيح.
  9. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2433، أخرجه في صحيحه.