الفرق بين قنوت الوتر وقنوت رمضان

يعرّف القنوت في اللغة بعدّة معانٍ، منها: الطاعة، والصلاة، وطول القيام، والسكوت، والدعاء، أمّا في الاصطلاح فهو: دعاءٌ مخصوصٌ محددٌ يؤدّى في موضعٍ مخصصٍ في الصلاة، وينحصر في ثلاثة مواضع هي: صلاة الفجر، وصلاة الوتر، وفي الصلوات عند وقوع مسألةٍ مستجدةٍ، ممّا يعني أنّه لا يُفرّق بين القنوت في الوتر والقنوت في رمضان؛ فكلاهما يؤدّيان في صلاة الوتر بكيفيةٍ مخصوصةٍ.[١]


حكم القنوت في الوتر وفي رمضان

اختلف العلماء في حكم القنوت في الوتر وفي رمضان، وذهبوا في ذلك إلى أربعة أقوالٍ بيانها آتياً:[٢]

  • أبو حنيفة: قال بوجوب القنوت في الوتر طوال السنة، دون تخصيص شهرٍ من الشُّهور كشهر رمضان، وخالفه الصاحبان؛ أبو يوسف ومحمد، فقالا بسُنّيته طوال السنة، ممّا يعني أنّ حكم القنوت في الوتر في شهر رمضان لا يختلف عن حكم القنوت في الوتر في غيره من الشُّهور.
  • المالكية: قالوا بعدم مشروعية القنوت في الوتر في أيّ وقتٍ من السَّنة.
  • الشافعية: قالوا باستحباب القنوت في الوتر، وخاصةً في النصف الأخير من شهر رمضان، أيّ أنّ القنوت يُستحبّ في الوتر سواءً في رمضان أم في غيره من الشُّهور.
  • الحنابلة: قالوا إنّ القنوت في الوتر سنةٌ طوال السنة، أي في رمضان وغيره.


محل القنوت

اختلف العلماء في محلّ القنوت إن كان قبل الركوع أم بعده، وتفصيل ذلك آتياً:[٣]

  • الحنفية والمالكية: قالوا إنّ القنوت يؤدّى قبل أو بعد الركوع، ويستحب أن يؤدّى بعد القراءة وقبل الركوع في الركعة الأخيرة.
  • الحنابلة والشافعية: قالوا إنّ القنوت يؤدّى بعد الرفع والاعتدال من ركوع الركعة الأخيرة، أي بعد قول: (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد).


صيغة دعاء القنوت

يُمكن أداء دعاء القنوت بأيّ صيغةٍ، ويُذكر من الصيغ الثابتة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- والصحابة -رضي الله عنهم-:[٤]

  • ورد عن الحسن بن علي -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- علّمه الدعاء في الوتر بقول: (اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيتَ).[٥]
  • ورد أنّ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- كان يدعو قبل الركوع في صلاة الفجر: (اللهمَّ إياكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونَسجُدُ وإليكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكافرينَ مُلْحِقٌ اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ ولا نَكْفُرُكَ ونُؤمنُ بكَ ونخضعُ لكَ ونَخلعُ من يَكْفُرُكَ).[٦]
  • ورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يدعو آخر الوتر: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ، وبمعافاتِكَ من عقوبتِكَ، وأعوذُ بِكَ منْكَ، لا أُحصي ثناءً عليْكَ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ).[٧][٨]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 57-58. بتصرّف.
  2. عَبد الله بن محمد الطيّار،، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 328-. بتصرّف.
  3. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 333-331. بتصرّف.
  4. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ، صفحة 1018. بتصرّف.
  5. رواه الإمام أحمد، في شرح سنن الترمذي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2/328، صحيح.
  6. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبدالرحمن بن أبزى، الصفحة أو الرقم:2/170، إسناده صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1746، صحيح.
  8. "هل هناك صيغة محددة للقنوت ؟ "، طريق الإسلام، 2006/12/1، اطّلع عليه بتاريخ 5/4/2021. بتصرّف.