معنى القنوت

القنوت في اللغة يُطلق على: الدعاء، فالقانت هو: الداعي، ويُقال: قنت له؛ أي دعا له، ويُطلق في الاصطلاح الشرعيّ على الدعاء في موضعٍ مخصوصٍ من الصلاة.[١]


كيفية القنوت في الوتر

محل القنوت في الوتر

يؤدّى القنوت في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر،[٢] واختلف العلماء في محلّه إن كان قبل الركوع أم بعده، وتفصيل خلافهم آتياً:[٣]

  • الحنفية: قالوا إنّ القنوت يؤدّى قبل الركوع، استدلالاً بما ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قنتَ في الوِترِ قبلَ الرُّكوعِ).[٤]
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّ القنوت يؤدّى بعد الرفع من ركوع الركعة الأخيرة، استدلالاً بما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (قَنتَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعدَ الرُّكوعِ).[٥]
  • المالكية: لم يصرّحوا بموضع ومحلّ القنوت في الوتر؛ إذ قالوا بكراهته.


هيئة وصفة القنوت

يؤدّى القنوت بقول: (اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ)،[٦]

وفيما يأتي بيان وتفصيل هيئة وكيفية أدائه وترديده في الوتر:[٧][٨]

  • رفع اليدين: أي رفعهما لغاية الصدر، وبسطهما بجعل بطونهما نحو السماء، واختلف العلماء في حكم ذلك، وذهبوا إلى قولَين بيانهما آتياً:
  • الحنفية والمالكية: قالوا بعدم رفع اليدين في القنوت، قياساً على دعاء الاستفتاح والتشهّد في الصلاة.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا باستحباب رفع اليدَين في القنوت.
  • مسح الوجه: وقد اختلف العلماء في حكم مسح الوجه بعد الانتهاء من ترديد الدعاء، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:
  • الحنفية والشافعية: قالوا بعدم مشروعيّة مسح الوجه بعد دعاء القنوت، واحتجّوا بعدم ثبوت خبرٍ يلّ على المشروعيّة، كما أنّه دعاءٌ في الصلاة كغيره من الأدعية فيها فلا يُمسح الوجه بعدها.
  • الحنابلة: قالوا باستحباب مسح الوجه؛ تأسيّاً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ ورد أنّه كان يمسح وجهه إذا دعا.
  • المالكية: لم يصرّحوا بحكم مسح الوجه بعد دعاء القنوت؛ إذ قالوا بكراهة القنوت بالأصل.
  • حكم الجهر ورفع الصوت في دعاء القنوت: اختلف العلماء في حكم الجهر والإسرار في دعاء القنوت، وبيان خلافهم وأقوالهم آتياً:[٩]
  • الحنفية: قالوا بعدم استحباب رفع الصوت في دعاء القنوت.
  • الشافعية: قالوا باستحباب الجهر ورفع الصوت في دعاء القنوت في حقّ الإمام،
  • الحنابلة: قالوا باستحباب رفع الصوت في دعاء القنوت للإمام والمنفرد من غير المأموم.
  • المالكية: قالوا بكراهة القنوت بالأصل.[٣]


حكم القنوت في الوتر

اختلف العلماء في حكم القنوت في الوتر، وبيان أقوالهم آتياً:[٣]

  • الإمام أبو حنيفة: قال بوجوب دعاء القنوت في الوتر طوال السَّنة.
  • المالكية: قالوا بعدم مشروعيّة دعاء القنوت في أي وقتٍ من السَّنة.
  • الشافعية: قالوا باستحباب القنوت في الوتر، وخاصّةً في النصف الأخير من شهر رمضان.
  • الحنابلة: قالوا إنّ القنوت في الوتر سنةٌ طوال السَّنة.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 57. بتصرّف.
  2. محمد بن عمر بن سالم بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 68. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 61-65. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:1427، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:980، صحيح.
  6. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:3/167، إسناده صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 65. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 265-266. بتصرّف.
  9. الوليد بن عبد الرحمن الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 107-108. بتصرّف.