الشفع والوتر

الوتر هي الصلاة التي تُختم بها صلاة الليل، وتؤدّى بعدد ركعاتٍ فردي، أمّا الشفع فيُطلق على الركعَتين اللتين تسبقان الوتر.[١]


ما يفضل قراءته في الشفع والوتر

أجمع العلماء على أنّ القراءة في الشفع والوتر تكون بسورة الفاتحة وسورةٍ أخرى في كلّ ركعةٍ، إلّا أنّهم اختلفوا في السورة الأخرى التي يُسنّ قراءتها، وفيما يأتي بيان ما ذهبوا إليه:[٢]

  • الحنفية: لم يحدّدوا سوراً معيّنةً تُقرأ في الشفع والوتر، أمّا ما ورد من أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كان يقرأُ في الأولى ب (سبِّحِ اسمَ ربِّك الأَعْلى) وفي الثانيةِ ب (قلْ يا أيُّها الكافرونَ) وفي الثالثةِ ب (قلْ هو اللهُ أَحَدٌ) والمعوِّذتَينِ)،[٣] فيقرأ بها المصلّي أحياناً في الشفع والوتر، ويُقرأ بسورٍ أخرى أحياناً أخرى؛ لعدم هجر القرآن الكريم.
  • المالكية والشافعية: قالوا إنّه يُندب قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الكافرون في الركعة الثانية، أمّا في الركعة الثالثة فيُندب قراءة كلٍّ من سورة الإخلاص والمُعوذتَين؛ سورتي الفلق والناس.
  • الحنابلة: قالوا إنّه يُندب قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الكافرون في الركعة الثانية، وسورة الإخلاص في الركعة الثالثة.


وقت الشفع الوتر

اتّفق العلماء على أنّ وقت الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهي برفع الأذان الثاني للفجر، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى).[٤][٥]


من أحكام الشفع والوتر

كيفية أداء الشفع والوتر بثلاث ركعات

تتعدّد كيفيات أداء الشفع والوتر بثلاث ركعاتٍ، وفيما يأتي بيانها:[٦]

  • أداء ركعَتَين والجلوس بعدهما للتشهّد والسلام، ثمّ القيام وأداء الركعة الثالثة والتشهّد والسلام بعدها، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه: (أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ: كانَ يُسَلِّمُ بيْنَ الرَّكْعَةِ والرَّكْعَتَيْنِ في الوِتْرِ حتَّى يَأْمُرَ ببَعْضِ حَاجَتِهِ).[٧]
  • أداء ثلاث ركعاتٍ متصلاتٍ؛ أي بالجلوس فيهنّ مرةً واحدةً بعد الركعة الثالثة للتشهّد والسلام، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِن ذلكَ بخَمْسٍ، لا يَجْلِسُ في شيءٍ إلَّا في آخِرِهَا).[٨]
  • أداء ثلاث ركعاتٍ بتشهّدين وسلامٍ واحدٍ؛ أي أداء ركعتَين والجلوس بعدهما للتشهّد دون سلامٍ، والقيام لأداء الركعة الثالثة والتشهّد والسلام بعدها.


قضاء الوتر

اختلف العلماء في حكم قضاء الوتر، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:[٩]

  • الحنفية: قالوا بوجوب قضاء الشفع والوتر سواءً تركهما المسلم قصداً أو نسياناً.
  • المالكية: قالوا إنّ الوتر لا يُقضى إن ذُكر بعد صلاة الفجر، ويُقضى إن تذكّره المسلم أثناء أداء صلاة الفجر.
  • الشافعية: قالوا باستحباب قضاء الوتر، استدلالاً بما ورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا نسِيَ أحدُكم صلاةً أو نام عنها فلْيُصلِّها إذا ذكرَها).[١٠]
  • الحنابلة: قالوا إنّه يُندب قضاء الوتر، استدلالاً بما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن نامَ عنِ الوترِ أو نسيَهُ، فليُصلِّ إذا أصبحَ، أو ذَكَرَهُ).[١١]


المراجع

  1. "معنى الشفع والوتر"، إسلام ويب، 19/2/2000، اطّلع عليه بتاريخ 7/4/2021. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 289-299. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:463، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:990 ، صحيح.
  5. مجموعة من المؤلفين ، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 64. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 295-296. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم:991، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:737، صحيح.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 301. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي قتادة، الصفحة أو الرقم:807، صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:984، صحيح.