الوتر

بيان تعريف الوتر في اللغة والشرع فيما يأتي:[١]

  • الوتر لغةً: هو الفرد من الشيء، أو العدد الفردي.
  • الوتر شرعاً: يُطلق على صلاة التطوّع التي تؤدّى بعدد ركعاتٍ فردي ليلاً؛ أي من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل رفع الأذان الثاني للفجر.


كيفية الوتر بثلاث ركعات

ثبتت كيفيتَين لأداء الوتر بثلاث ركعاتٍ، وتجدر الإشارة إلى أنّ أداء الوتر بثلاث ركعاتٍ أدنى صفات الكمال لأداء الوتر، إذ وردت كيفياتٍ أخرى بأقلّ وأكثر من ثلاث ركعاتٍ، وفيما يأتي بيان تلك الكيفيتَين:[٢]

  • الكيفية الأولى: وتكون بأداء ركعتَين، ثمّ التسليم منهما، ثمّ أداء ركعةٍ منفصلةٍ والتسليم منها، وهي الكيفية الأفضل لمن أراد الوتر بثلاث ركعاتٍ، والدليل عليها ما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفصِلُ بينَ الشَّفعِ والوَترِ بتَسليمةٍ ليُسمِعَناها).[٣]
  • الكيفية الثانية: أداء ثلاث ركعاتٍ متصلاتٍ بعدم الجلوس فيهنّ إلّا مرةً واحدةً بعد الركعة الثالثة للتشهّد والتسليم، والدليل عليها ما ورد عن أبيّ بن كعب أنّه قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ يقرأُ في الوترِ ب سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى وفي الرَّكعةِ الثَّانيةِ ب قل يا أيُّها الكافرونَ وفي الثَّالثةِ ب قل هوَ اللَّهُ أحدٌ ولا يسلِّمُ إلَّا في آخرِهنَّ ويقولُ يعني بعدَ التَّسليمِ سبحانَ الملِك القدُّوسِ ثلاثًا)،[٤] بالإضافة لِما ورد عن أبي أيوب الأنصاريّ -رضي الله عنه- أنّه قال: (الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعَلْ ومن أحبَّ أن يوترَ بثلاثٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوترَ بواحدةٍ فليفعَلْ).[٥]


ما يُقرأ في ثلاث ركعات الوتر

اتّفق العلماء على مشروعية القراءة في كلّ ركعةٍ من ركعات الوتر بسورة الفاتحة وسورةٌ أخرى، وفصّلوا في حكم قراءة السورة الأخرى؛ فقال جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إنّ قراءة سورةٌ أخرى سنة، وقال الحنفية إنّ قراءتها أمرٌ حسنٌ، وبيان تفصيل ذلك آتياً:[٦]

  • الحنفية: قالوا إنّ المصلّي إن أراد القراءة في الوتر بعد الفاتحة فيقرأ في الركعة الأولى بسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية بسورة الكافرون، وفي الركعة الثالثة بسورة الإخلاص، مع الإشارة إلى أنّ الأفضل عدم المداومة على السُّور سابقة الذِّكر، فيقرأ بها أحياناً ويقرأ بسورٍ أخرى؛ لعدم هجران القرآن.
  • المالكية والشافعية: قالوا يُندب للمصلّي أن يقرأ في الركعة الأولى بسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية بسورة الكافرون، وفي الركعة الثالثة بسورة الإخلاص بالإضافة إلى المعوذتَين؛ سورتي الفلق والناس.
  • الحنابلة: قالوا يُندب للمصلّي القراءة في الوتر بعد سورة الفاتحة بسورة الأعلى في الركعة الأولى، وبسورة الكافرون في الركعة الثانية، وبسورة الإخلاص في الركعة الثالثة، استدلالاً بما ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: (كانَ رسولُ اللَّهِ يقرأُ في الوترِ ب سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى وفي الرَّكعةِ الثَّانيةِ ب قل يا أيُّها الكافرونَ وفي الثَّالثةِ ب قل هوَ اللَّهُ أحدٌ).[٤]


المراجع

  1. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 350. بتصرّف.
  2. محمد بن إبراهيم التويجري ، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 634. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:327، صحيح.
  4. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:1700، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:1422، صحيح.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 299-298. بتصرّف.