يقصد بدعاء الوتر بأنه الدعاء الذي يقوله المصلي بعد قيامه من ركوعه في آخر الركعة الفردية الأخيرة من صلاة الوتر، وهو ما يعرف بدعاء القنوت.[١]


الأدعية المأثورة في صلاة الوتر

من السنة قبل الشروع بالدعاء في الوتر، حمد الله تعالى، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الدعاء بما شاء، فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه: (إذا صلَّى أحدُكُم فليَبدَأ بتَمجيدِ ربِّهِ جلَّ وعزَّ والثَّناءِ علَيهِ ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ يَدعو بَعدُ بما شاءَ)،[٢] ولقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أدعية، كان يدعو بها في وتره، منها:[٣]

  • (اللَّهمَّ اهدِني فيمَن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ).[٤]
  • (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ).[٥]
  • (اللهمَّ إياكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونَسجُدُ وإليكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكافرينَ مُلْحِقٌ اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ ولا نَكْفُرُكَ ونُؤمنُ بكَ ونخضعُ لكَ ونَخلعُ من يَكْفُرُكَ).[٦]


حكم دعاء الوتر

اختلفت آراء الفقهاء في حكم الدعاء في الوتر، وبيانها كالآتي:[٧][٨]

  • الحنفية: ذهب أبو حنيفة إلى وجوبه، في جميع أيام السنة، بينما ذهب الصاحبان، وهما أبو يوسف ومحمد الشيباني إلى القول بأنه سنة.
  • المالكية: ذهبوا إلى عدم مشروعية الدعاء في الوتر، وكراهة الإتيان به.
  • الشافعية: ذهبوا إلى استحبابه في النصف الأخير من شهر رمضان، وكراهة الإتيان به في باقي أيام السنة.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى سنيّته في جميع أيام السنة.


الجهر في دعاء الوتر

تعددت آراء الفقهاء في حكم رفع الصوت عند الدعاء الوتر، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • القول الأول: ذهب الحنفية والمالكية، وهو وجه عند الشافعية، إلى القول بعدم استحباب الجهر في دعاء الوتر مطلقاً، استدلالاً بقوله تعالى: (ادعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وَخُفيَةً)،[٩] فالله عزّ وجلّ أمر عباده أن يدعوه بخفاء وإسرار في صوتهم.
  • القول الثاني: ذهب الشافعية وبعض الحنفية، وهي رواية عن الإمام أحمد، إلى القول باستحباب الجهر في دعاء الوتر للإمام فقط، وذلك لأن الأصل في الدعاء الخفاء والإسرار، ويستحب للإمام أن يجهر فيه؛ ليؤمّن المأمومون خلفه في الدعاء.
  • القول الثالث: ذهب الحنابلة، وهو قول عند الإمام مالك، إلى القول باستحباب الجهر في دعاء الوتر للإمام والمنفرد فقط، استدلالاً بفعل الصحابييْن عمر بن الخطاب، وأبيّ بن كعب، رضي الله عنهما، إذ كانا يجهران في دعائهما في صلاة الوتر، ولم يُعرف لهما مخالف.


المراجع

  1. الوليد الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 19. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن فضالة بن عبيد ، الصفحة أو الرقم:1481، صحيح.
  3. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 637-639. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم:1744، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2720، صحيح.
  6. رواه الألباني ، في إرواء الغليل، عن عبدالرحمن بن أبزى ، الصفحة أو الرقم:2/170، إسناده صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 61-65. بتصرّف.
  8. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 328. بتصرّف.
  9. سورة الأعراف، آية:55