القنوت في الوتر

يُعرّف القنوت في اللغة بأنّه: دوام الطاعة ولزومها، ويُراد به معانٍ أخرى؛ منها: الصلاة، والدعاء، والقيام، والإمساك عن الكلام وعدم الحديث، أمّا القنوت في الوتر؛ فيُراد به: الدعاء في صلاة التطوّع الفردية التي تؤدّى ليلاً.[١]


حكم القنوت في الوتر

اختلف العلماء في حكم القنوت في الوتر، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:[٢]

  • أبو حنيفة: قال بوجوب القنوت في الوتر طوال السنة، وخالفاه أبو يوسف ومحمد؛ فقالا بأنّ القنوت في الوتر سنةٌ وليس بواجبٍ.
  • المالكية: قالوا بعدم مشروعية القنوت في الوتر.
  • الشافعية: قالوا باستحباب القنوت في الوتر، وخاصةً في النصف الأخير منه.
  • الحنابلة: قالوا إنّ القنوت في الوتر طوال السنة سنةٌ.


كيفية القنوت في الوتر

يُردّد دعاء القنوت قبل أو بعد الركوع في الركعة الأخير من الوتر، والدعاء يكون بعدّة صيغٍ، منها:[٣][٤]

  • "اللهمَّ اهدني فيمن هديتَ وعافني فيمن عافيتَ وتولَّني فيمن تولَّيتَ وبارِكْ لي فيما أعطيتَ وقِنِي شرَّ ما قضيتَ فإنك تقضي ولا يُقضى عليكَ إنَّهُ لا يُذَلُّ من واليتَ تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ".[٥]
  • "اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ من سخطِكَ وبمعافاتِكَ من عقوبتِكَ وأعوذُ بِكَ منكَ لا أُحصي ثَناءً عليكَ أنتَ كما أثنيتَ علَى نفسِكَ".[٦]
  • "اللَّهمَّ إيَّاكَ نعبُدُ، ولَكَ نصلِّي ونسجُدُ وإليكَ نسعى ونحفِدُ، ونرجو رحمتَكَ ربَّنا، ونخافُ عذابَكَ الجِدَّ، إنَّ عذابَكَ لمن عاديتَ مُلحِقٌ".[٧]


أركان القنوت في الوتر

القنوت في الوتر يقوم على ثلاثة أركان بيانها آتياً:[٨]

  • الركن الأول: القانت؛ أي مَن يردّد دعاء القنوت، أي الإمام والمنفرد في صلاته، ومَن يؤمّن على الدعاء بعده؛ أي المأموم أو المقتدي بالإمام.
  • الركن الثاني: صلاة الوتر.
  • الركن الثالث: ألفاظ ودعاء القنوت.


أحكامٌ متعلّقةٌ بالقنوت في الوتر

الجهر في دعاء القنوت

اختلف العلماء في حكم الجهر بالقنوت ورفع الصوت به، وبيان خلافهم آتياً:[٩]

  • الحنفية والمالكية: قالوا بعدم استحباب رفع الصوت بدعاء القنوت للإمام والمأموم.
  • الشافعية: قالوا باستحباب الجهر ورفع الصوت بدعاء القنوت للإمام.
  • الحنابلة: قالوا باستحباب الجهر ورفع الصوت بالقنوت للإمام والمنفرد من غير المأموم.


رفع اليدين عند القنوت

اختلف العلماء في حكم رفع اليدين عند دعاء القنوت، وبيان خلافهم آتياً:[١٠]

  • أبو حنيفة: قال بجواز رفع اليدين عند دعاء القنوت.
  • المالكية: قالوا بعدم مشروعية رفع اليدين عند دعاء القنوت.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا باستحباب رفع اليدين عند دعاء القنوت.


المداومة على دعاء القنوت في الوتر

لا يترتّب أي حرجٍ أو بأسٍ على المداومة على دعاء القنوت في الوتر، وإن كان القنوت في كلّ ليلةٍ، إذ إنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- علّم الصحابة -رضي الله عنهم- دعاء القنوت، ولم يحدّده بأيامٍ معينةٍ، أو يأمرهم بتركه في بعض الأوقات؛ ممّا يدلّ على مشروعيّة المداومة عليه وملازمته كلّ يومٍ، وإن ترك الإمام القنوت في الوتر بعض الأيام؛ فلا حرج أيضاً؛ ليعلّم المسلمين عدم وجوبه.[١١]


المراجع

  1. الوليد بن عبدالرحمن الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 15-18. بتصرّف.
  2. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 328. بتصرّف.
  3. "هل دعاء القنوت يكون قبل الركوع أم بعده؟"، طريق الإسلام، 1/12/2006، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.
  4. "القنوت في الوتر"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.
  5. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:3/167، إسناده صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1427، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح ابن خزيمة، عن عروة بن الزبير، الصفحة أو الرقم:1100، إسناده صحيح.
  8. الوليد بن عبد الرحمن الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 20. بتصرّف.
  9. الوليد بن عبد الرحمن الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 107-108. بتصرّف.
  10. الوليد بن عبد الرحمن الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 127-128. بتصرّف.
  11. ابن باز، "حكم المداومة على دعاء القنوت في الوتر"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2021. بتصرّف.