صلاة الشفع

الشَّفْع في اللغة هو: العدد الزوجيّ،[١] فهو يخالف الوتر الذي يعني العدد الفرديّ،[٢] وصلاة الشَّفْع تطلق على الركعتَين اللاحقتَين بسنّة العشاء البعديّة والسابقَتَين لركعة الوتر، ويُسنّ للمصلّي أن يقرأ في الركعة الأولى منهما بسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية بسورة الكافرون.[٣]


حكم صلاة الشفع

اختلف العلماء في حكم صلاة الشفع والوتْر، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٤]

  • جمهور العلماء من المالكية والحنابلة والشافعية: قالوا إنّ الوتْر سنةٌ مؤكدةٌ، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أجاب الأعرابي الذي سأله عمّا افترض الله عليه: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ).[٥]
  • الحنفية: قالوا بوجوب الوتْر، استدلالاً بما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إنَّ اللهَ تَعالى زادَكم صَلاةً، وهي الوِترُ، فصَلُّوها فيما بَينَ صَلاةِ العِشاءِ إلى  صَلاةِ الفَجرِ)،[٦] فقالوا إنّ الأمر في الحديث السابق يدلّ على الوجوب.


وقت صلاة الشفع

يبدأ وقت صلاة الشَّفع من بعد أداء صلاة العشاء وينتهي برفع الأذان الثاني للفجر.[٧]


عدد ركعات صلاة الوتر

تفصيل عدد ركعات صلاة الوتر عند المذاهب الأربعة فيما يأتي:[٨]

  • الحنفية: قالوا إنّ الوتر يؤدّى ثلاث ركعاتٍ، بالتشهّد مرّتَين؛ مرةً بعد الركعة الثانية، والآخر بعد الركعة الثالثة، أمّا السلام فيكون مرةً واحدةً بعد التشهّد الثاني، استدلالاً بما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُوتِرُ  بثلاثٍ لا يُسَلِّمُ إلا في آخرِهِنَّ).[٩]
  • المالكية: قالوا إنّ الوتْر يؤدّى ركعة تسبقها ركعتا الشَّفع أو أيّ ركعتي نافلة، وتسمى الثلاث ركعات بالوتر مجازاً.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّ أقلّ الوتر ركعة، وذلك خلاف الأولى، إذ إنّ الأولى أداء الوتر ثلاث ركعاتٍ.


كيفية صلاة الشفع والوتر

الفصل والوصل في صلاة الوتر له ثلاث كيفياتٍ، بيانها آتياً:[١٠]

  • الكيفية الأولى: الوتر بركعةٍ واحدةٍ.
  • الكيفية الثانية: الوتر بثلاث ركعاتٍ، وله ثلاث صورٍ:
  • الفصل بين ركعَتَي الشَّفْع وركعة الوتْر؛ أي بأداء ركعَتَين، ثمّ السلام منهما، ثمّ أداء ركعة الوتر، وهي الصورة التي قال بها المالكية والشافعية والحنابلة، كما ورد عبدالله بن عمر -رضي الله عنه-: (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه  وسلَّمَ يَفصِلُ  بينَ الشَّفعِ  والوَترِ بتَسليمةٍ).[١١]
  • أداء الركعات الثلاث، ثمّ الجلوس بعد الركعة الثالثة، ثمّ السلام بعدها، وهي الصورة التي قال بها الحنابلة والشافعية، وقال المالكية بكراهتها.
  • أداء الركعات الثلاث، والجلوس للتشهّد مرّتَين؛ مرةً بعد الركعة الثانية، والآخر بعد الركعة الثالثة، والسلام بعده، وهي الصورة التي قال بها الحنفيّة.
  • الكيفية الثالثة: الوتر بأكثر من ثلاث ركعاتٍ، كما قال بجوازها كلٌّ من الشافعية والحنابلة، وتفصيلها فيما يأتي:
  • السلام بعد كلّ ركعَتَين، ثمّ أداء الركعة الباقية والسلام منها، استدلالاً بما ثبت في الصحيح عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي فيما بينَ أن يفرُغَ مِن صلاةِ العِشاءِ إلى الفَجرِ  إحدى عَشرةَ رَكْعةً يسلِّمُ بينَ كلِّ رَكْعتينِ ويوترُ بواحدةٍ)،[١٢] وهي الصورة التي قال بها الشافعية، وإن أراد المصلّي أداء إحدى عشرة ركعةً؛ فيؤدي أربع ركعاتٍ ويجلس مرةً واحدةً بعدهنّ ويسلّم، ثمّ يؤدي ست ركعاتٍ ويجلس للتشهّد والتسليم مرةً واحدةً بعد الركعة السادسة، ثمّ يؤدي ركعةً ويسلّم بعدها .
  • السلام بعد كلّ ركعتَين إن أراد المصلّي أداء إحدى عشرة ركعةً، ثم الوتر بركعةٍ، أو أداء إحدى عشرة ركعةً متتاليةً بجلوسٍ واحدةٍ بعد الركعة الأخيرة ثمّ السلام، وإن أراد المصلّي أداء خمس أو سبع ركعاتٍ؛ فيجلس مرةً واحدةً بعد الركعة الأخيرة للتشهّد والسلام، وهي الصورة التي قال بها الحنابلة، استدلالاً بما ثبت عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِن ذلكَ بخَمْسٍ، لا يَجْلِسُ في شيءٍ إلَّا في آخِرِهَا)،[١٣] ويُمكن أداء تسع ركعاتٍ متتالياتٍ بعدم الجلوس إلّا مرَّتين؛ الأولى بعد الركعة الثامنة دون سلامٍ، والثانية بعد الركعة التاسعة، ثمّ السلام.


المراجع

  1. "تعريف و معنى الشفع في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2021. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى الوتر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2021. بتصرّف.
  3. أبو عبد الله مصطفى بن العدوى شلباية المصري، دروس للشيخ مصطفى العدوي، صفحة 8. بتصرّف.
  4. عَبد الله بن محمد الطيّار، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 350-352. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم:2678، صحيح.
  6. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي بصرة الغفاري، الصفحة أو الرقم:108، إسناده صحيح.
  7. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 630. بتصرّف.
  8. [مجموعة من المؤلفين]، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 293-295. بتصرّف.
  9. رواه العيني، في عمدة القاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7/5، صحيح.
  10. [مجموعة من المؤلفين]، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 295-297. بتصرّف.
  11. رواه الألباني ، في إرواء الغليل، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 327، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:736، صحيح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:737، صحيح.