يُفرّق بين الشفع والوتر في عدد ركعاتهما؛ فالوتر يُراد به: الصلاة التي تُؤدّى بعددٍ فرديٍّ من الركعات؛ كركعةٍ، أو ثلاثٍ، أو خمسٍ، أو سبعٍ، أو تسعٍ، وغيرها من الركعات الفرديّة، أمّا الشفع فيُطلق على الركعتَين اللتَين تؤدّيان قبل الوَتْر، وهما تختلفان عن ركعتَي سُنّة العشاء.[١]


الشفع والوتر

بيان تعريف كلٍّ من الشفع والوتر فيما يأتي:

  • الوتر: وهو في اللغة: الفرد الذي ليس له زوجٌ،[٢] ويُراد به في الاصطلاح الشرعيّ: الصلاة التي تؤدّى بكيفيةٍ مخصوصةٍ بعددٍ محددٍ من الركعات بعد صلاة العشاء.[٣]
  • الشفع: وهو في اللغة: الزوج من الشيء،[٤] ويُراد به في الاصطلاح الشرعيّ: الركعتين من الصلاة، أي أنّه يخالف الوتر،[٥] ويطلق على الركعات التي تؤدّى بعد سنّة العشاء وقبل الوتر.[٦]


حكم الوتر

اختلف العلماء في حكم صلاة الوتر، وذهبوا في ذلك إلى قولين بيانهما آتياً:[٧]

  • جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ الوتر سنةٌ مؤكّدةٌ، وقد استدلّوا بقول النبيّ –عليه الصلاة والسلام- للأعرابي الذي سأله عمّا افترض الله فقال له الرسول –عليه الصلاة والسلام- بفرض خمس صلواتٍ، فقال: "هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لا إلّا أن تطوّع".[٨]
  • الحنفية: قالوا بوجوب الوتر؛ استدلالاً بالأمر الدال على الوجوب الوارد بقول الرسول –عليه الصلاة والسلام-: "إنَّ اللهَ زادَكم صلاةً، و هي الوترُ، فصلوها بين صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجرِ".[٩]


وقت الشفع والوتر

يبدأ وقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء وينتهي بطلوع الفجر الثاني "الأذان الثاني".[١٠]


كيفية الشفع والوتر

ثبتت عدّة كيفياتٍ للشفع والوتر عن النبيّ –عليه الصلاة والسلام- بعددٍ ركعاتٍ مختلفٍ، وبيان تلك الصور مع عدد الركعات آتياً:[١٠]

  • الكيفية الأولى: أداء الوتر ركعةً واحدةً.
  • الكيفية الثانية: أداء ثلاث ركعاتٍ بالجلوس مرةً واحدةً بعد الركعة الثالثة للتشهّد والتسليم.
  • الكيفية الثالثة: أداء ثلاث ركعاتٍ بالتسليم بعد أداء الركعتين ثمّ التسليم مرةً أخرى بعد أداء الركعة الثالثة.
  • الكيفية الرابعة: أداء خمس ركعاتٍ بالجلوس للتشهّد والتسليم مرةً واحدةً بعد الركعة الخامسة.
  • الكيفية الخامسة: أداء سبع ركعاتٍ بالجلوس للتشهّد والتسليم مرةً واحدةً بعد الركعة السابعة، أو الجلوس بعد السادسة للتشهّد دون تسليمٍ ثمّ القيام لأداء الركعة السابعة والتسليم بعدها.
  • الكيفية السادسة: أداء تسع ركعاتٍ بالجلوس للتشهّد دون تسليمٍ بعد الركعة التاسعة، ثم القيام لأداء الركعة التاسعة ثمّ التسليم بعدها.
  • الكيفية السابعة: أداء إحدى عشرة ركعةً على ثلاثة أجزاءٍ؛ الأول أداء أربع ركعاتٍ بالجلوس والتسليم مرةً واحدةً بعد الركعة الرابعة، والثاني كالأول، والثالث أداء ثلاث ركعاتٍ ثمّ الجلوس والتسليم مرة واحدة بعد الركعة الثالثة.
  • الكيفية الثامنة: أداء إحدى عشرة ركعةً بالتسليم من كلّ ركعتين ثمّ التسليم من ركعةٍ واحدةٍ.
  • الكيفية التاسعة: أداء ثلاث عشرة ركعةً؛ بأداء ثمان ركعاتٍ بالتسليم من كلّ ركعتين ثمّ أداء خمس ركعاتٍ بالجلوس والتشهّد مرةً واحدةً بعد أداء الركعة الخامسة.
  • الكيفية العاشرة: أداء الوتر ثلاث عشرة ركعة بالتسليم من كلّ ركعتين ثمّ التسليم آخيراً من ركعةٍ.


فضل الوتر

تترتّب الأجور العظيمة والفضائل الجليلة على أداء صلاة الوتر يدلّ على ذلك: قول النبيّ –عليه الصلاة والسلام-: "يا أَهْلَ القرآنِ أوتِروا فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وِترٌ يحبُّ الوترَ".[١١][١٢]


أحكامٌ متعلّقةٌ بالوتر

القنوت في الوتر

القنوت في الوتر: القنوت هو: ترديد دعاءٍ خاصٍّ واردٍ عن النبيّ –عليه الصلاة والسلام-،[١٣] بيان ما يتعلّق به آتياً:

  • حكم القنوت في الوتر: اختلف العلماء في حكم القنوت في الوتر، وبيان خلافهم آتياً:[١٤]
  • الإمام أبو حنيفة: وجوب القنوت في الوتر.
  • المالكية: عدم مشروعية القنوت في الوتر.
  • الشافعية: استحباب القنوت في الوتر، وخاصةً في النصف الأخير من شهر رمضان.
  • الحنابلة: يُسنّ القنوت في الوتر.
  • دعاء القنوت وكيفيته: يردّد دعاء القنوت قبل أو بعد ركوع الركعة الثانية، ويكون بقول: "اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ".[١٥][١٦][١٧]


قضاء الوتر

يُقضى الوتر حال تذكّره أو الاستيقاظ بعد النوم عنه كما هو بذات الصفة إن كان القضاء بين أذان الفجر والإقامة، ويُقضى شفعاً؛ أي بعدد ركعاتٍ زوجي إن كان قضاؤه في النهار؛ فعلى سبيل المثال إن كانت العادة أداء الوتر إحدى عشرة ركعةً فإنّه يُقضى اثنتي عشرة ركعةً في النهار، ركعتيم ركعتين، أي بالتسليم من كلّ ركعتين، وهكذا.[١٨]


المراجع

  1. محمد صالح المنجد (16/6/2005)، "المراد بصلاة الشفع والوتر"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2020. بتصرّف.
  2. "تعريف ومعنى الوتر"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2020.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 136. بتصرّف.
  4. "تعريف ومعنى شفع في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2020. بتصرّف.
  5. محمد عميم الإحسان المجددي البركتي، التعريفات الفقهية، صفحة 123. بتصرّف.
  6. "سنة العشاء الراتبة غير ركعتي الشفع"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1010. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم:46، صحيح.
  9. رواه الألباني، في السلسة الصحيحة، عن أبي بصرة الغفاري، الصفحة أو الرقم:108، صحيح.
  10. ^ أ ب محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 629-635. بتصرّف.
  11. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2/164، إسناده صحيح.
  12. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة التطوع، صفحة 55-56. بتصرّف.
  13. الوليد بن عبد الرحمن الفريان، القنوت في الوتر، صفحة 17. بتصرّف.
  14. عَبدالله بن محمد الطيّار، عبدالله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 328. بتصرّف.
  15. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1425، صحيح.
  16. حسين العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 128. بتصرّف.
  17. محمد صالح المنجد، "القنوت في الصلاة"، إسلام سال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2020. بتصرّف.
  18. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 176. بتصرّف.