الوتر

بيان تعريف الوتر في اللغة والاصطلاح الشرعيّ آتياً:

  • الوتر لغةً: هو الفرد الواحد من الشيء.[١]
  • الوتر شرعاً: الصلاة التي تؤدّى من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل أذان الفجر بكيفيةٍ مخصوصةٍ وعدد ركعاتٍ فردي.[٢]


ما أقلّ عدد ركعات الوتر؟

خلاف العلماء في أقل عدد ركعات الوتر

اختلف العلماء في أقلّ عدد ركعاتٍ تؤدّى بها صلاة الوتر، بيان خلافهم وآرائهم فيما يأتي:[٣]

  • الحنفية: قالوا إنّ أقلّ عدد ركعات الوتر ثلاث ركعاتٍ، بالتشهّد أولّ مرةٍ بعد أداء ركعتَين دون سلامٍ، ثمّ التشهّد مرةً أخرى بعد الركعة الثالثة والسلام، استدلالاً بما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُوتر بثلاث ركعاتٍ لا يسلّم إلّا في آخرهنّ، إذ قالت: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُوتِرُ بثلاثٍ لا يُسَلِّمُ إلا في آخرِهِنَّ)،[٤] وبناءً على ذلك قالوا بكراهة الوتر بركعةٍ واحدةٍ، لنهي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك.
  • المالكية: قالوا إنّ الوتر يؤدّى ركعةً واحدةً بعد أداء ركعتَين تطوّعاً، ويُكره أداء الوتر ركعةً واحدةً دون التطوّع قبلها بركعتَين أقلّ شيءٍ، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى)،[٥] وقالوا يُستثنى من الحكم السابق مَن به عذرٌ؛ كالمسافر والمريض، فلا يُكره لصاحب العُذر أداء الوتر ركعةً واحدةً دون التطوّع قبلها.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا بجواز أداء الوتر ركعةً واحدةً دون كراهةٍ، وقد استدلوا بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- سابق الذِّكر، إلّا أنّ الوتر بركعةٍ واحدةٍ خلاف الأولى، إذ إنّ أدنى الكمال للوتر ثلاث ركعاتٍ.


كيفية أداء الوتر إن كان ركعةً أو ثلاث ركعاتٍ

إن أوتر المسلم بركعةٍ واحدةٍ -عملاً بأقوال العلماء القائلين بالجواز- فيؤديها ثمّ يجلس للتشهّد ويسلّم من الصلاة، أمّا إن أوتر بثلاث ركعاتٍ فيؤدّيه بثلاث صورٍ وكيفياتٍ بيانها آتياً:[٣]

  • الكيفية الأولى: أداء ركعتَين، ثمّ السلام منهما، ثمّ أداء ركعةٍ، والسلام منها، وهذه الكيفية غير معتمدةٍ عند الحنفية، والمعنيّة عند المالكية، إذ قالوا بكراهة غيرها من الكيفيات إلّّا عند الاقتداء بالإمام، وقال كلٌّ من الشافعية والحنابلة بجوازها.
  • الكيفية الثانية: أداء الوتر ثلاث ركعاتٍ بعدم الجلوس أو التسليم إلا مرةً واحدةً بعد الركعة الثالثة، فيؤدّي المصلّي ركعتَين ولا يجلس بعدهما بل يقوم معتدلاً لأداء الركعة الثالثة، ثمّ يجلس ويتشهّد ويسلّم، وهذه الصورة التي قال بها الشافعية والحنابلة، وقالوا إنّها أولى من الصورة التي قبلها، أمّا المالكية فقالوا بكراهة أداء ثلاث ركعاتٍ بالجلوس مرةً واحدةً بعد الركعة الثالثة، إلّا عند الاقتداء بالإمام فلا تُكره.
  • الكيفية الثالثة: أداء ركعتَين من الوتر ثمّ الجلوس للتشهّد فقط، ثمّ القيام لأداء الركعة الثالثة، ثمّ الجلوس للتشهّد والسلام، وهي الصورة والكيفية التي قال الحنفية بجوازها.


المراجع

  1. محمد الطايع (16/2/2010)، "صلاة الوتر: فضائل وأحكام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2021. بتصرّف.
  2. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 350. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 296-293. بتصرّف.
  4. رواه العيني، في عمدة القاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7/5، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:990، صحيح.