النوافل
فضّل ومَنّ الله -تعالى- على عباده بأن شرع لهم النوافل من العبادات التي تجبر الخلل والنقص الذي قد يقع منهم في أداء الفرائض والواجبات، كما أنّه تترتّب العديد من الفضائل والأجور على النوافل، ومن أعظمها نيل محبّة الله -تعالى-، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ).[١][٢]
حكم الشفع والوتر
اختلف العلماء في حكم الشفع والوتر وذهبوا في ذلك إلى قولين بيانهما آتياً:[٣]
- جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ الوتر سنةٌ مؤكدةٌ وليس واجباً، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن طلحة بن عُبيدالله -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أجاب الأعرابي الذي سأله عمّا افترض الله عليه من الصلوات، فقال: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ).[٤]
- الحنفية: قالوا إنّ الوتر واجبٌ، استدلالاً بما ورد عن أبي بُصرة الغفاري -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللهَ زادَكم صلاةً، وهي الوترُ، فصلوها بين صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجرِ)،[٥] فالأمر في الحديث السابق يدلّ على الوجوب.
كيفية الشفع والوتر
وردت عدّة كيفياتٍ لصلاة الشفع والوتر وقد ثبتت جميعها عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فيُمكن للمسلم الإتيان كلّ مرةٍ بكيفيةٍ معيّنةٍ؛ إحياءً لكلّ وجوه السنّة النبويّة، وفيما يأتي بيان تلك الكيفيات:[٦]
- أداء الوتر ركعةً واحدةً.
- أداء ثلاث ركعاتٍ متصلاتٍ؛ أي بالجلوس مرةً واحدةً فيهنّ بعد الركعة الثالثة للتشهّد والتسليم.
- أداء ثلاث ركعاتٍ؛ بالتسليم أولّ مرةٍ من أول ركعتَين، ثمّ التسليم من الركعة الثالثة، وهي الكيفية الأفضل لمن أراد أداء ثلاث ركعاتٍ، فأداء ثلاث أدنى صفات الكمال للشفع والوتر.
- أداء خمس ركعاتٍ متصلاتٍ؛ أي بالجلوس مرةً واحدةً بعد الركعة الخامسة للتشهّد والتسليم.
- أداء سبع ركعاتٍ متصلاتٍ بالجلوس مرةً واحدةً بعد الركعة السابعة للتشهّد والتسليم، ويُمكن أيضاً الجلوس مرّتين؛ مرةً بعد الركعة السادسة للتشهّد دون التسليم، ومرةً ثانيةً بعد الركعة السابعة للتشهّد والتسليم.
- أداء تسع ركعاتٍ بالجلوس مرّتين فيهنّ؛ المرة الأولى بعد الركعة الثامنة للتشهّد دون تسليم، والمرة الثانية بعد الركعة التاسعة للتشهّد والتسليم.
- أداء إحدى عشرة ركعةً؛ بأداء أول ركعاتٍ أولاً بالجلوس مرةً واحدةً فيهنّ بعد الرابعة للتشهّد والتسليم، ثمّ أداء أربع مثلهّن، ثمّ أداء ثلاث ركعاتٍ بالجلوس مرةً واحدةً بعد الركعة الثالثة للتشهّد والتسليم.
- أداء إحدى عشرة ركعةً بالتسليم من كلّ ركعتَين ثمّ التسليم من الركعة الأخيرة.
- أداء ثلاث عشرة ركعةً؛ بأداء ثمان ركعاتٍ أولاً والتسليم فيهّن بعد كلّ ركعتَين، ثمّ أداء خمس ركعاتٍ بالجلوس فيهنّ مرةً واحدةً بعد الركعة الخامسة للتشهّد والتسليم.
- أداء ثلاث عشرة ركعةً بالتسليم من كلّ ركعتَين ثمّ التسليم من الركعة الأخيرة.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.
- ↑ د. سعود بن غندور الميموني (27/3/2017)، "خطبة عن النوافل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/3/2021. بتصرّف.
- ↑ عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 352-350. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم:2678، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي بصرة الغفاري، الصفحة أو الرقم:108، إسناده صحيح.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 635-631. بتصرّف.