صلاة الوتر

يُعرّف الوتر في اللغة والاصطلاح الشرعيّ بما يأتي:[١]

  • الوتر لغةً: هو الفرد من الشيء الذي ليس له زوجٌ، ومن ذلك ما ثبت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إنَّ اللهَ وِترٌ يُحبُّ الوِترَ فأوتروا يا أهلَ القرآنِ).[٢]
  • الوتر شرعاً: صلاة الوتر هي الصلاة التي تؤدّى من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل رفع أذان الفجر بكيفية مخصوصةٍ، وبعدد ركعاتٍ فردي.


ماذا يقرأ المصلّي في الوتر؟

وردت عدّة رواياتٍ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- تبيّن ما يُقرأ في صلاة الوتر، بيانها فيما يأتي:

  • ورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يقرأ في ثلاث ركعات الوتر بسورة الأعلى في الركعة الأولى، وبسورة الكافرون في الركعة الثانية، وبسورة الإخلاص في الركعة الثالثة، كما ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ يقرأُ في الوترِ ب سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى وفي الرَّكعةِ الثَّانيةِ ب قل يا أيُّها الكافرونَ وفي الثَّالثةِ ب قل هوَ اللَّهُ أحدٌ ولا يسلِّمُ إلَّا في آخرِهنَّ ويقولُ يعني بعدَ التَّسليمِ سبحانَ الملِك القدُّوسِ ثلاثًا)،[٣][٤] وورد أنّه -عليه الصلاة والسلام- كان يقرأ في الركعة الثالثة بسورة الناس والفلق بالإضافة إلى سورة الإخلاص، استدلالاً بما ورد عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ يقرأُ في الرَّكعةِ الأولى بـ: سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى، وفي الثَّانيةِ قل يا أيُّها الْكافرون، وفي الثَّالثةِ قل هوَ اللَّهُ أحدٌ، والمعوِّذتين).[٥][٦]
  • يجوز للمصلّي أن يقرأ في الركعة الأولى من الوتر بعد سورة الفاتحة قول الله -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)،[٧] ويقرأ بقوله -تعالى- في الركعة الثانية: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)،[٨] ويقرأ في الركعة الثالثة بسورة الإخلاص.[٦]
  • يجوز للمسلم أداء الوتر والقراءة فيه بما شاء من غير الآيات والسور سابقة الذكر، إلّا أنّ الأفضل الاقتداء بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- والقراءة بما كان يقرأ، استدلالاً بما ورد عن أبي مُجلز -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ أبا موسى كانَ بينَ مَكَّةَ والمدينةِ، فصلَّى العِشاءَ رَكْعتينِ، ثمَّ قامَ فصلَّى رَكْعةً أوترَ بِها، فقرأَ فيها بمائةِ آيةٍ منَ النِّساءِ، ثمَّ قالَ: ما ألَوتُ أن أضعَ قدميَّ حيثُ وضعَ رسولُ اللَّهِ قدميهِ، وأَنا أقرأُ بما قرأَ بِهِ رسولُ اللَّهِ).[٩][٦]
  • يجوز للمسلم أن يقرأ في الوتر بسورةٍ طويلةٍ إن أطال القيام فيه؛ كأن يقرأ سورة النساء، ويجوز له أن يقرأ بأقلّ من ذلك بما يتيسّر له من السورة والآيات.[٦]


المراجع

  1. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 350. بتصرّف.
  2. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2/294، إسناده صحيح.
  3. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:1700، صحيح.
  4. خالد الجريسي، منتقى الأذكار، صفحة 109. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:971، صحيح.
  6. ^ أ ب ت ث أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان، صفحة 5. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية:136
  8. سورة آل عمران، آية:64
  9. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي مجلز لاحق بن حميد، الصفحة أو الرقم:1727، صحيح.